عبر متظاهرون عراقيون، الجمعة، بطرق عدة عن ارتياحهم، بمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي يتهمونه بقيادة عمليات القمع الدامية ضد احتجاجاتهم السلمية منذ أشهر.

وذكرت وكالة "فرانس برس" أن عشرات العراقيين تجمعوا صباح الجمعة في ساحة التحرير وسط بغداد، وهم يغنون ويرقصون بعد شيوع خبر مقتل سليماني.

وقال أحدهم: "يا قاسم سليماني، هذا نصر رباني"، و"حوبة دماء الشهداء".

وتداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر متظاهرين يغنون ويرفعون علما عراقيا كبيرا فرحا في منطقة ساحة التحرير فجر الجمعة، فور تأكيد مقتل سليماني.

وقال مصور الفيديو إن هؤلاء خرجوا للتعبير عن ارتياحهم لمن تورط في دماء رفاقهم المحتجين.

وقتل خلال حركة الاحتجاج نحو 500 شخ وأصيب 25 ألف آخرون بجروح، وفق أرقام المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق.

تفاصيل الاغتيال

وكانت الولايات المتحدة مسؤوليتها في وقت سابق عن اغتيال سليماني الذي كان يهم بالخروج من مطار بغداد، عبر قصف صاروخي استهدف موكبه فجر الجمعة.

وقتل في القصف الذي استهدف موكب سليماني، نائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس.

وتمت عملية الاغتيال عبر  صواريخ أطلقتها طائرة أميركية مسيرة على موكب سليماني الذي كان مؤلفا من مركبتين.

ويعتبر سليماني أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، والأكثر تفضيلا للمرشد علي خامنئي، كما أنه قائد فيلق القدس الذي لا يتلقى أوامره إلا من المرشد شخصيا.

وانطلقت الاحتجاجات في العراق مطلع أكتوبر الماضي، بعدما ضاق العراقيون ذرعا بالفساد والتدخل الإيراني السافر في شؤون بلادهم.

أخبار ذات صلة

برعاية إيرانية.. "تكتيكات" مواجهة الاحتجاجات في العراق
تفاصيل مقتل قاسم سليماني.. كيف طالته القذائف الأميركية؟
قاسم سليماني.. من هو "رأس حربة إيران" في المنطقة؟
أمر ببقاء عبد المهدي "بالقوة".. كيف يحكم سليماني العراق؟

سليماني وقمع الاحتجاجات

وخلال هذه الاحتجاجات، برز اسم سليماني الذي أكدت تقارير أنه كان يعطي تعليمات للنخبة السياسية في العراق بشأن قمع احتجاجاتهم.

ولم يمض يومان على اندلاع الاحتجاجات في العراق، حتى وصل سليماني إلى بغداد وحضر اجتماعا أمنيا كبيرا في المنطقة الخضراء شديدة التحصين.

وللمفارقة، فقد ناب سليماني عن رئيس الوزراء العراقي في حينه عادل عبد المهدي شخصيا، بحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس".

واتبعت السلطات العراقية تكتيكات سليماني في القمع، مثل حصر المحتجين داخل مساحات ضيقة وشن حملات اعتقال واسعة في صفوف المحتجين.

وفي وقت لاحق، أشرف قائد فليق القدس في الحرس الثوري على اتفاق بين القوى السياسية الرئيسية في العراق على إبقاء السلطة الحالية وخاصة عبد المهدي، حتى لو اضطر الأمر إلى استخدام القوة للقضاء على المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، بحسب ما نشرته "فرانس برس".

لكن شدة الاحتجاجات التي شهدها العراق أجبرت النخبة السياسية في العراق على الرضوخ لمطالبها، وأعلن عبد المهدي استقالته.