بينما تتصارع الأحزاب السياسية في العراق على وصف "الكتلة الأكبر" في البرلمان، من أجل تشكيل الحكومة المنتظرة، لا يبدو أن الشارع العراقي مهتم بهذه التجاذبات، كونها لا تمس سقف مطالبه التي تريد إسقاط الطبقة السياسية الطائفية برمتها.

ويحتدم الصراع السياسي في العراق بين كتلة "سائرون" بزعامة مقتدى الصدر، و"البناء" بزعامة هادي العامري ورئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، فكل واحدة تصر على أنها الكتلة الأكبر والأحق في ترشيح رئيس الوزراء.

وبينما سلم رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، رئيس الجمهورية برهم صالح، الثلاثاء، كتابا رسميا يحدد كتلة "تحالف البناء"، على أنها الكتلة الأكبر في البرلمان، كانت كتلة سائرون قد تقدمت قبل أسبوع بطلبات للرئيس العراقي ورئاسة مجلس النواب تؤكد فيها تنازلها عن حقها في اختيار مرشح لرئاسة الوزراء،  "فالشعب العراقي هو الكتلة الأكبر"، وفقا للصدر.

ومع احتدام "الصراع السياسي" بين الأحزاب في العراق، يزداد سخط الشعب العراقي مع كل اسم جديد يطرح لرئاسة الوزراء.

ويوما بعد يوم، يثبت الشارع العراقي أنه لن يرضخ أبدا لأي مرشح تقدمه الأحزاب المدعومة من إيران، خاصة من عمل بالسابق مع الحكومة العراقية في أي من فتراتها بعد الغزو الأميركي للعراق سنة 2003.

أخبار ذات صلة

ترشيحات الأحزاب لرئاسة الحكومة "تشعل" الشارع العراقي
وسط استياء شعبي.. برلمان العراق يضع "كتلة البناء" بالواجهة

وبعد اقتراب وزير التعليم العالي في الحكومة المستقيلة، قصي السهيل، للظفر بمنصب رئاسة الوزراء، بترشيح من "كتلة البناء" وبضغط من إيران، جاء الرفض الشعبي له قويا، في الساحات وعلى منصات التواصل الاجتماعي.

هذا الرفض الصارخ دفع الرئيس العراقي برهم صالح إلى تجنب السهيل، خاصة وأنه مرتبط بقضايا فساد سابقة.

وكتب أحدهم على موقع تويتر: "هو وزارة واحدة لم يدبرها وطلع قرارات واحدا أتعس من الثاني، الآن يحطوه رئيس وزراء!".

حتى وزير الشباب و الرياضة السابق، عبد الحسين عبطان، ذو الشعبية الكبيرة بين الشباب، رفضه الشعب بشكل قطعي فور ظهور أنباء ترشيحه لتولي رئاسة الوزراء خلال الفترة القادمة .

وحصد عبطان شعبية كبيرة خلال فترة إدارته للرياضة العراقية، بسبب افتتاحه لملاعب كثيرة على مستوى عالمي في العراق، ولمساهمته الكبيرة في رفع الحظر عن إقامة المباريات في العراق.

ولم تسعف الملاعب "المبهرة" عبطان، حيث خرجت مظاهرات كبيرة في شوارع المحافظات العراقية، تهتف بعبارة "لا لا للعبطان، نحن اللي أعطينا الشبان".

لا لإعادة التدوير

والشعب رسالته واضحة، لا لإعادة التدوير، وأي إجراءات تدور في البرلمان العراقي، "غير معترف بها" في ساحة التحرير.

وحتى الآن، يبدو النائب عن التحالف "المدني"، فائق الشيخ علي، هو المرشح الوحيد "المقبول" بالنسبة للشارع العراقي، وذلك بسبب معارضته الصريحة للأحزاب المدعومة من إيران، عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي، التي أتقن فيها فن الوصول للشباب.

وكتب أحد العراقيين على تويتر: "سياسي ليبرالي علماني ومعارض في النظام السابق وفي هذا النظام، فائق الشيخ علي منتج وطني حقيقي أصلي".

وأجرى استفتاء أسماه "بالمصيري" على حسابه بموقع تويتر، سأل فيه متابعيه والعراقيين بشكل عام، إن أرادوا أن يقدم كتاب ترشيحه لرئيس الجمهورية.

وجاءت نتيجة الاستفتاء الذي أجراه علي، مؤيدة لترشيحه بنسبة 73 بالمئة، بينما عارض 27 بالمئة على الترشيح.

ورفع البعض صورة علي في ساحة التحرير، وكتب تحتها عبارة "متوافق ضمن الشروط التي وضعها المتظاهرين، ومعروف بنزاهته ومواقفه البطولة ولسانه حر".

ربما لا تجمع ساحة التحرير بأكملها على تنصيب فائق الشيخ علي، ولكنها بالتأكيد ترفض بصوت واحد تعيين أي من السياسيين التابعين للأحزاب المدعومة من إيران.

وبينما يلعب السياسيون بقواعد المحاصصة الطائفية والحزبية المعهودة، يواصل العراقيون احتجاجتهم اليومية مع تنوع في الإساليب بين الاعتصامات والمظاهرات الليلية، وقطع الطرق أمام لاعبين يرتدون قمصان العراق لكنهم يدافعون عن ألوان العلم الإيراني.