تشعر الفنانة فدوى سليمان، التي أصبحت رمزا للثورة السورية منذ دعوتها العلنية لمقاومة نظام الرئيس بشار الأسد، بالأسف "لتحول الثورة السلمية إلى حرب أهلية".
وقالت سليمان ذات الشعر القصير والوجه النحيل وهي تجلس الى طاولة في أحد المقاهي "أنا أشعر بالإحباط".
وتعرب فدوى عن حزنها لاضطرارها إلى الهرب من بلادها مؤخرا، وتقول "لم أرغب بمغادرة سوريا لكن لا خيار آخر لي، تلقيت العديد من التهديدات وأصبحت تهديدا للناشطين الذين يقدمون لي المساعدة"، نقلا عن وكالة فرانس برس.
كما تشعر بالأسى "لرؤية الثورة تسير في الاتجاه الخاطئ وأنها تتسلح، وأن المعارضة التي أرادت أن تقاوم سلميا دخلت في لعبة النظام وباتت البلاد في طريقها نحو حرب طائفية".
ولتفادي ذلك قررت الممثلة فدوى سليمان، 39 عاما، من الطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس الأسد، الانضمام منذ البداية إلى صفوف المتظاهرين السنة في دمشق بشكل غير علني، كما حاولت اقناع مدينتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين بالانضمام إلى المعارضة.
إلا أنها قررت في نوفمبر 2011 الانضمام وهي سافرة الوجه أمام الفضائيات الإخبارية إلى المتظاهرين السنة في حمص، معقل المعارضة "للحؤول دون تحول الثورة إلى حرب طائفية" وللدعوة إلى "مقاومة سلمية".
وقالت فدوى "كان الجميع يقول إن السلفيين السنة سيهاجمون العلويين فصعدت أنا العلوية على المنصة وقلت إننا جميعنا متحدون ضد النظام وأنه لن ينجح في زرع الشقاق بيننا، وراح الجمع يهتف نحن معك يا فدوى حتى الموت، وعانقني الجميع".
واستغلت فدوى شهرتها التي حققتها على المسرح وفي المسلسلات التلفزيونية لخدمة الناشطين في حمص حيث بقيت من نوفمبر حتى يناير في حمص ثم انتقلت إلى أحد أحياء دمشق حيث أقامت سرا.
كما استفادت من معارفها للحصول على مساعدات إنسانية للمكنوبين في سوريا، وظهرت على يوتيوب لتروي عن "قتل الأطفال واغتصاب النساء وتعذيب الرجال"، كما وضعت رسائل على فيسبوك دعت فيها الشعب إلى "المقاومة السلمية"، ودعت النظام إلى "وقف المجازر"، ونظمت تظاهرات لعلويين ضد النظام.
لكنها وفي تلك الأثناء شهدت "فظائع النظام المستمرة" في حمص، كما رأت المقاتلين السنة "الذين كانوا يحملون السلاح في البدء للدفاع عن أنفسهم، وقد باتوا يهاجمون قوات النظام"، وقالت "عندها أدركت الأمر".
أضافت أنها شعرت بالغضب "لأن الذين يسلحون الشارع السوري مستعدون لأي شيء للوصول للحكم تماما كما أن الأسد مستعد لأي شيء ليبقى فيه".
وقالت فدوى "إزاء غياب الوحدة بين صفوف المعارضة، وعدم وجود أي اقتراح سياسي فعلي، وتخلي الأسرة الدولية عن الشعب السوري وتركه وحيدا أمام ماكينة الحرب التي يشنها النظام، اعتقد اليوم أن الطريقة الوحيدة لإسقاط النظام هي التسلح".