للعام الثالث على التوالي، يواصل النظام القطري "تسييس الحج"، في خطوة تعكس ضعفه، ولجوءه لأسلوب افتعال الأزمات في المنطقة.

ودفع التوجه القطري وزارة الحج والعمرة السعودية إلى التحرك، فأصدرت، السبت، بيانا دعت فيه السلطات المعنية في قطر إلى تسهيل إجراءات قدوم القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج، وإزالة العقبات التي تفرضها الحكومة القطرية.

ورفضت الوزارة السعودية الادعاءات الصادرة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية بأن "السعودية تضع العراقيل أمام من يرغب في زيارة المشاعر المقدسة من قطريين أو مقيمين على أرض دولة قطر لأداء مناسك الحج والعمرة".

وأشارت إلى مفارقة مفادها أن الرياض وفرت روابط إلكترونية لتمكين المواطنين القطريين والمقيمين في قطر من حجز أماكن إقامتهم والتعاقد على الخدمات التي يرغبونها أثناء الحج، وفي المقابل، عمدت الحكومة القطرية إلى حجب هذه الروابط عن المواطنين القطريين والمسلمين المقيمين على أراضيها.

وإمعانا في تسييس موسم الحج، رفض وفد قطري زار المملكة قبل عدة أشهر التوقيع على اتفاقية الحج مع السعودية، رغم أن الأخيرة دعته، كغيره من المسؤولين في الدول الإسلامية للقدوم إلى المملكة لترتيب قدوم الحجاج القطريين، طبقا لبيان صدر عن وزارة الحج والعمرة السعودية.

وتسبب إجراء الدوحة هذا في إضاعة الفرصة على شركات الحج القطرية، وحرمانها من القدوم إلى السعودية للاتفاق مع مقدمي خدمات الحجاج في المملكة.

ومنذ اندلاع أزمة قطر عام 2017، إثر مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لها، بسبب مواصلة الدوحة دعمها للإرهاب والتدخل في شؤون الغير، لجأت قطر لوضع العراقيل أمام الحجاج القطريين وأولئك المقيمين على أراضيها، مثل وقف وزارة الأوقاف القطرية تسجيل الحجاج، إلى جانب حجب المواقع المخصصة للتسجيل والتي توفرها السلطات السعودية.

وتعليقا على الممارسات القطرية، كتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش على موقع "تويتر"، الأحد: "دعوة وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية الشقيقة دولة قطر إلى تسهيل إجراءات مواطنيها في أداء مناسك الحج واجبة وعاقلة، العقبات التي تفرضها قطر على حجاجها أهم سقطاتها في إدارتها لأزمتها، الأولوية أن لا تسيّس قطر الحج وهي تدرك ضعف منطقها وحجتها".

أخبار ذات صلة

السعودية ترحب بحجاج قطر وتدعو الدوحة لإزالة العقبات أمامهم
السعودية تفتح نافذة جديدة للمعتمرين القطريين

نهج قطري

ورأى المستشار السابق لتطوير الأعمال في وزارة الحج والعمرة السعودية، بسام فتيني، أن تسييس الدوحة لمسألة الحجاج القطريين، يأتي استمرارا لنهج قطر، بعد إعلان الدول الأربع مواجهة الدوحة والممارسات التي ترتكبها.

وأضاف فتيني في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية" أن محاولة قطر تسييس الحج ووضع العراقيل أمام حجاجها، يقابل بموقف سعودي واضح يرفض هذا الأمر ويشدد على ضرورة تقديم الخدمة لهؤلاء الحجاج أسوة بغيرهم.

وأشار إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، أمر باستضافة الحجاج القطريين على نفقته، وهي إشارة تظهر حرص المملكة على الحجاج القطريين.

ولفت فتيني إلى أن المملكة لا تقبل بتسييس الحج وتختصر الإجراءات على الحجاج القطريين، حتى لا يكون هناك حجة لدى الدوحة.

وساقت قطر سلسلة مزاعم في سياق محاولتها تسييس الحج، مثل الادعاء بأنه لا توجد قنصلية تخدم الحجاج القطريين أثناء أداء شعائرهم، ليرد المستشار السابق في وزارة الحج السعودية بالقول إن هذه المزاعم "لا أساس لها من الصحة، فمثلا وجود قنصلية من عدمها لا يؤثر على تقديم الخدمات للحجاج، خاصة مع توفير السلطات السعودية هذه الخدمات إلكترونيا".