أثار التفجيران اللذان هزا العاصمة التونسية، الخميس، خشية كبيرة في البلاد بشأن الموسم السياحي، لاسيما أن الهجومين وقعا، في بداية الصيف، وفيما كان القطاع يتعافى من سنوات الإرهاب العجاف.

وشهدت تونس، الخميس، تفجيرين انتحاريين تبناهما تنظيم داعش، واستهداف التفجير الأول سيارة شرطة في شارع شارل ديغول، وأدى إلى مصرع رجل أمن وإصابة 5 أشخاص (رجلا أمن و3 مدنيين).

واستهدف الانفجار الثاني وحدة مكافحة الإرهاب، إثر قيام شخص بتفجير نفسه قبالة الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية في العاصمة، وخلف 4 إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف القوى الأمنية.

وفي مارس من العام الحالي، أعلن وزير السياحة التونسي، روني الطرابلسي، أن القطاع السياحي بدأ يستعيد عافيته، على نحو تدريجي، ويوم الخميس، تفقد الطرابلسي موقع الهجوم، وقال إن التفجيرين لن ينالا من القطاع.

وفي مطلع العام الجاري، قال الطرابلسي إن عائدات السياحة بلغت نحو 1.36 مليار دولار في 2018، وإن الوزارة سجلت رقماً قياسياً في عدد السياح منذ 2010.

ويرى الخبير الاقتصادي، معز الجودي، أن الإرهابيين أرادوا أن يبعثوا إشارات مقلقة للسياح، لاسيما أنهم استهدفوا الشارع الأبرز في العاصمة، على مرمى حجر من وزارة الداخلية، حيث توجد قوات الأمن بكثافة.

وأوضح الخبير التونسي، أن السياحة تلعب دورا مهما في اقتصاد البلاد، إذ تساهم بنحو 10 في المئة من الناتج المحلي، وتشغل 450 ألف شخص "وهؤلاء العاملون في القطاع، لهم عائلات ينفقون عليها، أي أن مليون شخص يعيشون من السياحة".

أخبار ذات صلة

"داعش" يتبنى التفجيرين الانتحاريين في تونس

وأشار الجودي، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن قطاع السياحة الذي تأثر بعدة هجمات إرهابية ضربت البلاد، خلال السنوات الأخيرة، يدخل نصيبا من العملة الصعبة إلى البلاد، فخلال الموسم العادي، يجلب ما يتراوح بين 3 و4 مليار دينار (أكثر من مليار دولار).

وأضاف أن تونس تستقبل ما بين 6 و8 ملايين سائح في العام، والتوقعات كانت تستبشر بموسم ممتاز "إلى حد الآن، ليس ثمة أي إلغاء للحجوزات، بحسب ما نعلم، لكن الأحداث بعثت إشارة سلبية".

لكن تفجيري يوم الخميس في العاصمة تونس، لم يحققا رهان الإرهابيين، بحسب جودي، لأن الحياة عادت بسرعة إلى شارع الحبيب بورقيبة، "لقد كانت عملية فاشلة، بالرغم من وقوع التفجيرين".

وأورد الخبير أن وزير السياحة التونسي يوجد، اليوم، في العاصمة الفرنسية، لأجل عقد لقاءات تواصلية، وتبديد الشكوك بشأن واقع السياحة في تونس "هناك تعزيزات أمنية، والسياح كانوا يتجولون، يوم أمس، في شارع الحبيب بورقيبة".

وأكد أن المطلوب من الإعلام، في هذه المحطة، هو التعامل بواقعية، "نحن لسنا مطالبين بالإنكار، لأن هجومين وقعا بالفعل، وفي الوقت نفسه، لا نريد التهويل في منابر الصحافة والمنصات الاجتماعية".

ويستدل جودي بمثال العاصمة الفرنسية، فعلى الرغم مما شهدته من هجمات إرهابية دامية، ظلت تستقبل السياح، وما زالت فرنسا أول دولة في العام من حيث عدد الزوار سنويا، حتى وإن كان السائح يصادف عناصر الجيش في المطار وأبرز المواقع السياحية.