صرح مصدر حكومي لوكالة رويترز، الثلاثاء، أن الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي سيرأس مؤتمرا عن المستقبل السياسي للبلاد كان قد اقترحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يوم الاثنين لتهدئة التظاهرات المعارضة لترشحه لولاية خامسة.

وقال المصدر إن المؤتمر سيضم ممثلين للمتظاهرين بالإضافة إلى شخصيات لعبت دورا بارزا في حرب الاستقلال التي استمرت من عام 1954 إلى عام 1962، أبرزهم جميلة بوحيرد وزهرة ظريف بيطاط والأخضر بورقعة.

وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد أعلن، أمس الاثنين، تخليه عن سعيه للفوز بفترة ولاية خامسة، ليؤجل الانتخابات التي كانت مقررة في أبريل، واعدا بإصلاحات اجتماعية واقتصادية.

وتظاهر عشرات الآلاف من مختلف الطبقات الاجتماعية بشكل شبه يومي منذ نحو خمسة أسابيع ضد اعتزام بوتفليقة المنافسة على إعادة انتخابه رافضين نظاما سياسيا يهيمن عليه قدامى المحاربين (حزب جبهة التحرير) منذ الاستقلال عن فرنسا قبل نحو 60 عاما.

أخبار ذات صلة

رغم الاحتجاجات.. بوتفليقة سيحكم "عاما آخر"
المعارضة الجزائرية: قرارات بوتفليقة التفاف على مطالب الشعب
بعد انسحاب بوتفليقة.. احتفالات في شوارع الجزائر
فرنسا ترحب بقرار بوتفليقة العدول عن الترشح

 ويحكم بوتفليقة (82 عاما) منذ 20 عاما لكن نادرا ما ظهر في مناسبات عامة منذ إصابته بجلطة عام 2013، ويقول معارضوه إنهم لا يعتقدون أنه لائق لإدارة شؤون البلاد ويرون أن إبقائه في السلطة هو من أجل حماية نفوذ الجيش ونخبة رجال الأعمال.

وفي سلسلة إعلانات مساء اليوم الاثنين، قالت الرئاسة إن الانتخابات، سيتم تأجيلها لكنها لم تحدد موعدا جديدا. كما سيطرح دستور جديد في استفتاء عام.

وقال بوتفليقة إن واجبه الأخير سيكون المساهمة في تأسيس نظام جديد سيكون "بين أيدي الأجيال الجديدة من الجزائريات والجزائريين".

وقال إن: "ندوة وطنية جامعة مستقلة" ستشرف على المرحلة الانتقالية، وصياغة الدستور الجديد، وتحديد موعد الانتخابات.

وأوضح في بيان أن المؤتمر سينهي أعماله بنهاية 2019 تعقبه الانتخابات مشيرا إلى أن "شخصية وطنية مستقلة تخطى بالقبول والخبرة" ستتولى رئاسته.

واستقال رئيس الوزراء أحمد أويحيى وجرى تعيين وزير الداخلية نور الدين بدوي، المعروف بأنه من الدائرة المقربة من بوتفليقة، رئيسا جديدا للوزراء.

كما عين رمطان لعمامرة، المستشار الدبلوماسي لبوتفليقة، نائبا لرئيس الوزراء.

الإبراهيمي: صوت الشباب مسموع

واجتمع بوتفليقة أيضا مع رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح والإبراهيمي، الذي قال عقب الاجتماع "إن صوت الجماهير وخاصة منها الشباب مسموع".

وأضاف "أن الشباب الذين خرجوا في شوارع بلدنا تصرفوا بمسؤولية أثارت إعجاب الجميع في الداخل والخارج" داعيا إلى "الاستمرار في التعامل مع بعضنا البعض بهذه المسؤولية والاحترام المتبادل وأن نحول هذه الأزمة إلى مناسبة بناء وتشييد".

وتقول مصادر سياسية إن الجيش سيلعب بشكل شبه مؤكد دورا قياديا في عملية الانتقال وإنه يجري تقييما يشمل ثلاثة أو أربعة مدنيين لتولي الرئاسة.

والمظاهرات هي الأكبر في الجزائر منذ قرار الجيش إلغاء الانتخابات عام 1991 الأمر الذي أشعل شرارة حربا دامية أودت بحياة 200 ألف شخص.