يستعد استاد مدينة زايد الرياضية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ليحتضن أول قداس بابوي في المنطقة يحييه قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.

وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، فإن القداس الذي سيقام في "درة الملاعب"، في الخامس من فبراير المقبل، سيشارك فيه 135 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم.

ويكتسي استاد مدينة زايد في أبوظبي أهمية كبرى في الإمارات، إذ يحتضن الملعب في كل سنة الاحتفالات الرئيسية باليوم الوطني لدولة الإمارات الذي يشهد وقوفا عند الإنجازات الحافلة للبلاد.

وفي سنة 1974، وجه مؤسس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بإنشاء مدينة رياضية حديثة في أبوظبي، وبالفعل بدأ وضعت خطط تنفيذ وتم تقسيمه على ثلاث مراحل تضمن في مرحلته الأولى انشاء ملعب رئيسي يتسع لنحو 60 ألف متفرج.

أخبار ذات صلة

رجال دين أقباط: الإمارات منارة للتسامح بالعالم

وافتتح استاد مدينة زايد الرياضية في يناير 1980 واستضاف بطولة كأس الخليج عام 1982 وتوالت بعد ذلك الأحداث الكبيرة التي استضافها وأخرها كأس آسيا "الإمارات 2019" وقبلها كأس العالم للأندية عامي 2018 و2017.

وكان هذا الصرح الرياضي العريق شاهدا على إنجازات إماراتية، ففي عام 2007 كتب منتخب الإمارات التاريخ وتمكن من حصد لقب كأس الخليج بعد الفوز على عمان بهدف أحرزه اللاعب إسماعيل مطر.

وتوج مطر في الاستاد نفسه بلقب أفضل لعب في كأس العالم للشباب التي استضافتها دولة الإمارات عام 2003 كما تمكن منتخب الإمارات في الملعب ذاته من الوصول إلى المباراة النهائية لكأس آسيا في عام 1996.

ويجسد استاد مدينة زايد الرياضية بداية عصر النهضة الكروية في الدولة حيث أصبح عند افتتاحه أحد أكبر ملاعب كرة القدم في المنطقة والملعب الأكبر على الإطلاق في دولة الإمارات وصمم الاستاد بشكل تقليدي مفتوح ويشتهر بأقواسه الخارجية المميزة.

ويضم الملعب أرضية واسعة ويشمل ساحة خارجية كبيرة تستخدم للأنشطة قبل الأحداث ووجود مجموعة من النوافير، إضافة إلى طريق دائري حول الملعب ومواقف للسيارات وملاعب للتدريب.

أخبار ذات صلة

لماذا اختار بابا الفاتيكان أبوظبي في زيارة تاريخية للخليج؟

ويستمر هذا الصرح الرياضي شاهدا على مسيرة إنجاز ليس على المستوى الرياضي وحسب بل أيضا كونه المقصد الأولى لإقامة أهم حدث سنوي في دولة الإمارات وهو الاحتفالات الرئيسية باليوم الوطني للدولة.

وأبدى عدد من أبناء الجالية المسيحية المقيمة في الدولة الذين التقتهم "وام" على هامش حضورهم مباريات كأس آسيا بإستاد مدينة زايد الرياضية، عن فخرهم وسعادتهم بإقامة هذا القداس التاريخي للبابا فرانسيس في أبوظبي.

وأكدوا أن هذه الزيارة التاريخية لقداسة البابا بمثابة رسالة محبة من العالم للإمارات وتقديرا لدورها الرائد في تعزيز الحوار بين الأديان ونشر التسامح والسلام في ربوع العالم.

وقال ألبرت بيشوي - مقيم في أبوظبي - إن دولة الإمارات موطن الخير وتشكل اليوم نموذجا رائدا في التعايش بين مختلف الجنسيات ويعد إقامة هذا الحدث التاريخي في استاد مدينة زايد الرياضية بأبوظبي بمثابة شهادة عالمية على نهج الدولة المتفرد في التسامح.

وذكر سانجو جوزيف - مقيم في أبوظبي - أنه يترقب هذا القداس التاريخي الذي يحييه قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، مشيرا إلى أن زيارة البابا إلى دولة الإمارات هي بمثابة رسالة محبة من العالم للإمارات وتقدير لنهجها الرائد في التعايش بين مختلف الشعوب والسلام والتسامح.