اشتعلت النيران الاثنين في جزء من مبنى مديرية الأمن في مدينة بورسعيد (شمال شرق) عندما تجددت الاشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن عقب مشاركة الآلاف في تشييع ثلاثة من أبناء المدينة قتلوا الأحد في مواجهات مع الشرطة، التي قتل منها أيضا ثلاثة عناصر.

وقالت مراسلة سكاي نيوز عربية إن النيران امتدت للطابق العلوي في أحد جوانب المبنى، كما اشتعلت النيران في جزء من الطابق الارضي لمبنى المحافظة حسب ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.

وقتل ثلاثة مدنيين وشرطيان في ساعة متأخرة من مساء الأحد في اشتباكات بورسعيد. وتوفي شرطي ثالث الاثنين متاثرا بإصابته.

واتهمت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها مساء الأحد "عناصر مجهولة" باطلاق النار على قوات الجيش والشرطة في بورسعيد مساء الأحد بغرض أحداث وقيعة بين المؤسستين، بعد تقارير صحفية غير مؤكدة عن اشتباكات بين عناصرهما. وكان ضابط كبير في الجيش قد أصيب برصاص قوات الأمن المركزي الأحد.

وقال المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد على إنه "في إطار ما شهدته مدينة بورسعيد من أحداث مؤسفة بالأمس، تؤكد القوات المسلحة دائما أن مدينة بورسعيد الباسلة وشعبها العظيم بتاريخه الوطني المشرف في قلب ووجدان القوات المسلحة ورجالها، وأن تأمينهم والحفاظ على أرواحهم ومقدراتهم عهد قطعناه على أنفسنا مهما كانت التضحيات".

وأظهرت لقطات فيديو اطلعت عليها "سكاي نيوز عربية" لكن لم يتسن التأكد من صدقيتها، ما يبدو أنهم جنود بالجيش المصري يطلقون النار باتجاه مبنى مديرية الأمن في بورسعيد حيث كان يتحصن أفراد قوات الأمن وسط أصوات إطلاق نار متقطع من الجانبين.

ويطالب كثير من سكان بورسعيد بالتحقيق فيما يرونه استخداما مفرطا للقوة من جانب قوات الأمن أدى إلى مقتل نحو 40 من أبناء المدنية سقطوا خلال الاحتجاجات التي اجتاحت المدينة بعد أن قضت محكمة جنايات القاهرة بإعدام واحد وعشرين شخصا معظمهم من بورسعيد لإدانتهم بالتورط في قتل 72 من مشجعي النادي الأهلي خلال مباراة كرة قدم أقيمت في بورسعيد مطلع فبراير 2012.

وتفجرت أحداث الأحد عندما تناقل أبناء بورسعيد شائعة مفادها أن قوات الأمن نقلت 39 متهما في قضية مشجعي النادي الأهلي إلى سجون خارج المدينة. وقال مسؤول في الشرطة في تصريحات للأسوشييتدبرس شريطة عدم ذكر اسمه إن هذه الخطوة كانت ضرورية لضمان الهدوء قبل جلسة التاسع من مارس الجاري التي يتوقع أن تصدر فيها المزيد من الأحكام على ضباط شرطة ومتهمين آخرين في القضية.

وفي القاهرة، بدأت مجموعات من المشجعين المتعصبين للنادي الأهلي المعروفون باسم "ألتراس أهلاوي" استعدادها لجلسة محاكمة التاسع من مارس، بتنظيم مسيرات احتجاج حول المدينة وأغلقت الطريق المؤدية للمطار كما أغلقت المنطقة المحيطة بالبنك المركزي بقلب القاهرة.

وقال مراسلنا في مدينة المنصورة بدلتا النيل إن متظاهرين حاولوا إشعال النيران في مبنى القديم لمديرية الأمن.

وفي الأقصر، أغلق أصحاب المتاجر والمحال الطرق المفضية إلى مواقع أثرية شهيرة مثل وادي الملوك، فمنعوا حافلات السائحين من دخول المنطقة في واقعة لم تشهدها المدينة من قبل.

ويطالب المحتجون باستثنائهم من سداد الايجارات في ضوء التراجع الحاد في عوائد السياحة.

سياسيا، دعا عمرو موسى، عضو جبهة الانقاذ الوطني المعارضة، مساء الإثنين إلى تأجيل الانتخابات التشريعية.

وتساءل موسى، المرشح الرئاسي السابق، في حسابه على موقع توتير "كيف تجرى الانتخابات والدماء تسيل والنظام لا يتعامل مع طلبات المعارضة المستندة إلى مطالب الشعب، كيف تجرى الانتخابات والأمن مهدد فى ربوع الوطن (...) كيف تجرى الانتخابات والوضع الاقتصادى ينهار والخدمات تتهاوى".

واندلعت احتجاجات واسعة ضد الرئيس المصري المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في نوفمبر الماضي عقب إصداره إعلانا دستوريا منح نفسه بموجبه سلطات واسعة ووصفته المعارضة بأنه "إعلان استبدادي".

وتتهم المعارضة مرسي، الذي جرى انتخابه في يونيو الماضي، بالتنكر لأهداف الثورة التي أسقطت حسني مبارك في 11 فبراير 2011. كما تتهمه بـ "أخونة الدولة" عبر تعيين شخصيات من الجماعة في المواقع المهمة في مؤسسات الدولة.