أثار القرار الأميركي الأخير بالانسحاب من سوريا، مخاوف كبرى وسط قوات سوريا الديمقراطية، فهذا التحالف الذي يضم مقاتلين من الأكراد يخشى أن يباغته عدد من الخصوم بمجرد رحيل الجنود الأميركيين.

وتعرف قوات سوريا الديمقراطية اختصارا بـ"قسد"، وهي تحالف متعدد الأعراق، إلا أن بنيتها الرئيسية تتكون من وحدات حماية الشعب الكردية واختصارها YPG، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني PYD.

أنشئت قوات سوريا الديمقراطية في 11 أكتوبر سنة 2015، خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة الحسكة، بهدف القضاء على تنظيم "داعش" الذي كان يحتل شرقي وشمالي سوريا بمساحة تقترب من نصف مساحة البلاد.

وبدأ نفوذ القوات المدعومة من التحالف الدولي منذ تأسيسها يتوسع على حساب "داعش"، الذي طرد من نحو 90 بالمئة من مناطق نفوذه.

وفي مرحلة لاحقة، أعلنت تركيا بدء عملياتها العسكرية لطرد من وصفتهم بالمتمردين الأكراد من مناطق شمال حلب، بعد إنشاء قوة عسكرية قوامها المعارضة السورية المسلحة.

انسحب الأكراد بعد استكمال هذه العملية باتجاه مدينة عين العرب كوباني، لتليها عملية تركية أخرى تمخضت عن انسحاب الأكراد أيضا من مدينة عفرين شمال غربي حلب.

مناطق النفوذ

تقلصت مساحة نفوذ قوات سوريا الديمقراطية مطلع العام الجاري، حتى أصبحت مقتصرة على مناطق شرق الفرات التي تشمل محافظتي الرقة والحسكة، إضافة إلى مناطق شرق النهر في محافظة دير الزور.

وتقدر تلك المساحة بنحو 51 ألف كيلومتر مربع، أي بما يعادل 27.4 بالمئة تقريبا من مساحة سوريا، كما أنها تسيطر على نصف طول الشريط الحدودي مع تركيا، فضلا عن أكثر من نصف طول الشريط الحدودي مع العراق.

ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية تقاتل تنظيم "داعش" في منطقة هجين الواقعة إلى الجنوب من نهر الفرات.

القوة العسكرية

يبلغ عدد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية نحو 60 ألفا، بحسب إحصاءات غير رسمية، وتلقت هذه القوات مؤخرا أسلحة ثقيلة من الولايات المتحدة، من بينها ناقلات جنود ومدافع هاون ورشاشات ثقيلة إلى جانب الذخيرة.

وفي أغسطس الماضي، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مئات الشاحنات تحمل أسلحة ومعدات وصلت إلى مناطق سوريا الديمقراطية عن طريق الشدادي، كما تقوم القوات الأميركية بتقديم التدريب والتجهيز الكامل لمقاتلي "قسد"، إضافة إلى الاستشارات على جبهات والدعم الجوي من قبل الطيران الأميركي خلال المعارك ضد تنظيم "داعش".

وكشف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مطلع 2018، عن العمل مع فصائل سورية حليفة له على إنشاء "قوة أمن حدود" قوامها 30 ألف مقاتل، تقودها قوات سوريا الديموقراطية، انطلاقا من المناطق الخاضعة لسيطرتها شمالي سوريا.

الموارد الاقتصادية

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على نحو 6 بالمئة من حقول النفط والغاز الطبيعي في سوريا، وسيطرت نهاية عام 2017 على أكبر 11 حقلا للنفط في سوريا.

ووفقا للتوقعات، تضم حقول النفط الواقع شرق دير الزور ثلث مصادر الطاقة في سوريا، فيما تعتبر حقول الغاز الموجودة في الحسكة أكبر مصدر للغاز الطبيعي في البلاد.

وبحسب تقديرات محلية، يتم استخراج نحو 30 ألف برميل نفط يوميا تباع معظمها للنظام بموجب اتفاقيات تم إبرامها منتصف العام الجاري.

وتسيطر "قسد" أيضا على 3 سدود رئيسية، تؤمن جزءا كبيرا من احتياجات سوريا من الكهرباء والمياه.

فضلا عن ذلك، تضم منطقة الجزيرة الواقعة شرق الفرات وغرب دجلة 60 بالمئة من الأراضي الزراعية في البلاد، بمساحة 30 ألف كيلومتر مربع، معظمها ينتج القمح والقطن.