تصاعدت في الآونة الأخيرة، ظاهرة لجوء الكثير من العراقيين ممن شردتهم الحرب إلى وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل طلب المساعدة للخروج من الحياة المزرية التي يعيشونها منذ سنوات.

فقد لجأت الفتاة سجى، التي يبلغ عمرها حاليا 17 عاما، إلى فيسبوك لمناشدة الناس على مساعدتها، بعد أن فقدت بصرها وذراعها اليمنى وإحدى أذنيها في انفجار قنبلة كانت مزروعة على جانب الطريق.

وفي نهاية المطاف، جذبت مناشدتها انتباه جراح تجميل عرض عليها العلاج مجانا، كما تواصل آخرون معها، وفق ما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.

وخيمت مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية المؤثرة الخاصة بالعراقيين المصابين بجراح الحرب والإعاقات على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما موقع فيسبوك، الذي يستخدم على نطاق واسع في العراق.

تفاقم المعاناة

وأدى العنف الواسع بعد حرب عام 2003 ومعركة عامي 2014 و2017 ضد تنظيم داعش المتشدد إلى إصابة مئات الآلاف من العراقيين بجروح، إذ تعرض كثيرون منهم للتشويه والبتر والتخويف.

ودفع سوء الخدمات الطبية وندرة الموظفين المتخصصين والمراكز الطبية والفقر إلى تفاقم المعاناة، خصوصا لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج، فيلجؤون إلى منصات مواقع التواصل لإطلاق مناشداتهم.

وقد نشر كثير من الجرحى مناشدات على صفحات فيسبوك الخاصة بالمرضى، أو على صفحات منظمات إغاثية وشخصيات عامة لديهم عشرات الآلاف من المتابعين.

ويصف المرضى في رسائلهم حالاتهم، بالإضافة إلى تفاصيل عن وسيلة الاتصال بهم. ويلجأ البعض إلى بث مثل هذه الرسائل على منصات واتس آب وفايبر.

مناشدة.. ولا مجيب

وتشعر عائلة سجى بأنها محظوظة للغاية، إذ إن مناشدات آخرين تذهب أدراج الرياح، ولا يحصلون على المساعدات التي يحتاجونها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

فقد أصاب قناص، النقيب في الجيش العراقي صلاح الجاف، في يناير 2017، خلال ذروة القتال لاستعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش، واستقرت الرصاصة في رأسه، وأصابته بشلل نصفي.

وقد عولج من جرح في الرأس منذ ذلك الحين، ومن مضاعفات النوم في الفراش لوقت طويل. ولا يعد الشلل السبب الرئيسي في ذلك.

فقد باع سيارته وجميع ممتلكاته ليتمكن من دفع تكاليف ثلاث حقن يوميا، تكلف كل منها 100 دولار، للتغلب على الألم.

وظهر في مقطع فيديو، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بجوار رجل دين يطلب من شخص ما مساعدة الجاف.

لكنه لم يتلق حتى الآن أي عروض للحصول على علاج مجاني.