جدد الممثل الأميركي الخاص الى سوريا جيمس جيفري تأكيد الولايات المتحدة على ضرورة خروج القوات الإيرانية من سوريا، متهما طهران بأنها كانت أحد أسباب صعود داعش عام 2013.

جاءت تصريحات جيفري خلال حديث للصحافيين في وزارة الخارجية الأميركية، أطلعهم فيها على مسار المقاربة التي تعتمدها واشنطن لسوريا ، بناء على ما أعلنه الرئيس الأميركي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وذكّر المسؤول الأميركي بالأهداف التي تعمل واشنطن على تحقيقها في سوريا، والتي تتمثل بتحقيق هزيمة مستدامة لداعش في سوريا، وخفض التصعيد وإطلاق عملية سياسية ومغادرة القوات الإيرانية.

وقد شكلت مغادرة إيران لسوريا صلب حديث جيفري، إذ ربط تحقيق  الهزيمة المستدامة لداعش بضرورة هذه المغادرة، قائلا إن الدور الإيراني أسهم بجزء منه في صعود داعش، ولا يمكن تحقيق سلام مستدام في ظل الدور الحالي لإيران .

وإذ أكد أن اخراج إيران ليس هدفا عسكريا  للولايات المتحدة بما أن تفويض وجود القوات الأميركية في سوريا هو لتحقيق هزيمة داعش هناك، إلا أنه استطرد في شرح معنى الهزيمة المستدامة، موضحا أنها خلق الظروف المناسبة لعدم  عودة داعش مجددا، ومشيرا إلى أن مسألة موعد عودة القوات الأميركية يقررها الرئيس الأميركي.

وفي رد على سؤال عن مدى إمكانية تحقيق إخراج القوات الإيرانية وكيفية ذلك، أجاب جيفري أن الحكومة السورية هي من استدعت الإيرانيين للدخول، وأن واشنطن تتوقع من دمشق أن تطلب من الإيرانيين الخروج ، مضيفا: "هذا مهم لكن ليس ضروريا، إذ أن لدى المبعوث الدولي إلى سوريا السلطة بالطلب من القوات الأجنبية الخروج".

"بقاء الإيرانيين ليست من مصلحة أحد"

وعن الدور الروسي، لفت جيفري إلى أن الاتصال كان على أعلى المستويات، حيث بحثت أزمة سوريا خلال قمة هلسنكي بين الرئيس الأميركي والروسي، وكذلك خلال لقاءات مستشار الأمن القومي جون بولتون مع المسؤولين الروس.

 وفيما لم يحدد مدى تعاون الروس في هذا الملف، بيد أنه أشار إلى أن الوجود الإيراني ليس من مصلحة أحد، آملا في أن تتمكن واشنطن في إقناع الجميع، وأعرب جيفري أيضا عن اعتقاده بأن العقوبات الأميركية على إيران ستقنعها بالرحيل من سوريا.

وكانت الولايات المتحدة قد أعادت فرض عقوبات على إيران والتي رفعت بموجب الاتفاق النووي، وعززتها بعقوبات إضافية، لتقييد عمليات تمويلها وتسليحها لوكلائها في الشرق الأوسط، ووقف أنشطتها في المنطقة.

وإذ لفت جيمس جيفري في تصريحاته أيضا، إلى أن  إحلال السلام يفترض تغييرا جوهريا في النظام السوري، إلا أنه نفى ردا على سؤال لسكاي نيوز عربية عن وجود أي سعي من البيت الأبيض  لتغيير نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإنما لتغيير سلوكه ورفع التأثير الإيراني عنه.

وجدد طلب واشنطن من موسكو لعب دورها في التأثير على النظام السوري للالتزام ببدء بالعملية السياسية برعاية الأمم المتحدة، والتي ستبدأ عبر تشكيل لجنة الدستور السوري، مجددا أنه لن يكون هناك عملية تمويل لإعادة الإعمار في سوريا من الولايات المتحدة والغرب قبل حدوث عملية سياسية جادة.

وعن ملف عودة اللاجئين، قال إن واشنطن لا تمنع أحدا عن العودة إلى بلاده، وانما النظام هو من يقوم بذلك من خلال سلوكه، مشددا على ضرورة أن تكون هذه العودة طوعية وآمنة.