يعتبر المغرب وجهة عالمية مفضلة للتقاعد، بالنسبة لكثير من الأجانب في أوروبا والولايات المتحدة، إذ يأتي في مقدمة بلدان التقاعد، التي تتصدرها سويسرا والبرتغال والولايات المتحدة.

وفي عدد من مدن المغرب، مثل مراكش وأغادير وبعض مدن الشمال وعلى رأسها طنجة، يعد الأجانب المتقاعدين ظاهرة اجتماعية بين المغاربة، إذ يجتمع بعضهم في مناطق سكنية، أصبحت بمثابة قرى سكنية لهم.

ويعيش أكثر من 50 ألف فرنسي في المغرب، فضلا عن آلاف آخرين من أوروبا الغربية، والولايات المتحدة، وذلك بنسبة ارتفاع سنوي، تقدر بـ4 %.

ويأتي الإقبال على المغرب بسبب الطقس المعتدل والأمان، وجودة المعيشة بالنسبة للمتقاعد الأوروبي، فضلا عن الخدمات الميسرة التي يقدمها لهؤلاء، كتخفيضات ضريبية تصل إلى 80 %، إضافة إلى شتى أنواع التسهيلات والحماية والأمان.

ويلجأ أكثر المتقاعدين إلى شراء منازل في المدن المغربية العتيقة، وشهدت مدن مراكش وفاس، إقبالا منقطع النظير، بعد أن عمد كثير من هؤلاء إلى شراء منازل في المدينتين العتيقتين، حولوها إلى جنان للتقاعد.

وتسبب هذا الإقبال في السنوات الأخيرة إلى ارتفاع أسعار العقارات، في المدينة القديمة بمراكش، ونظيرتها في فاس، وأكثر من يهاجر ويتقاعد في المدينتين، هم من الفنانين، والكتاب، وبعض الساسة.

أما أؤلئك الذين يفضلون التقاعد بجوار الشواطئ الدافئة، فإنهم يعمدون إلى اقتناء منازل في مدينتي طنجة أو أغادير، بالخصوص الأخيرة التي تتمتع بمناخ دافئ ومعتدل طوال العام.

وفي أغادير، مجمع سكني تصل مساحته إلى 28 هكتارا، يضم 163 منزلا، وعددا كبيرا من المسابح الخاصة، وصفته "فرانس 2" بـ"قرية فرنسية صغيرة"، لأنه يضم فقط متقاعدين فرنسيين يعيشون على مدار السنة، منهم من قرر شراء منزل في المدينة الهادئة.

وحسب إحصاءات رسمية؛ فإن البلدان الغربية تتميز عموما بالشيخوخة، مقارنة بما هو عليه الحال بالنسبة للهرم السكاني للمغرب، إذ إن 16.3% من الأجانب تبلغ أعمارهم 60 سنة فما فوق، في إشارة إلى أن من اختاروا المغرب كمحطة أخيرة هم المتقاعدون والمسنون، ويمثل الأوربيون 80.9 % من مجموع الأجانب المتقاعدين،56.7 % منهم من الفرنسيين.