توفي مساء الخميس سكرتير عام الحزب الشيوعي السوداني محمد إبراهيم نقد في العاصمة البريطانية لندن، عن عمر ناهز 82 عاماً، بعد معاناة مع المرض.

ويمتلك نقد سجلاً حافلاً بالعمل النضالي فقد شارك في المظاهرات ضد المستعمر البريطاني عام 1946 خلال الحراك السياسي لمؤتمر الخريجين.

وأكمل نقد دراسته الجامعية ببراغ وتخرج من كلية الإقتصاد بعد أن فصل من جامعة الخرطوم كلية الاداب، قبل أن يعود إلى بلاده ويتفرغ للعمل السياسى في سكرتارية الحزب الشيوعى.

اختفى محمد إبراهيم نقد لمباشرة مهام العمل السياسي السري بعد الإطاحة بالنظام الديمقراطي في 17 نوفمبر 1968 وأعتقل لمدة عام.

أنتخب عضواً بالبرلمان عن دوائر الخريجين عام 1965 مرشحاً عن الحزب الشيوعي، ولم يكمل الدورة بسبب صدور قرار حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان.

أصبح سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي السوداني عقب إعدام عبد الخالق محجوب عام 1971 ثم اختفى عن أنظار نظام الرئيس جعفر النميري حتى انتفاضة أبريل الشعبية التي اطاحت بنظام بالنميري عام 1985.

بعد عودة الحياة النيابية إلى البلاد انتخب نقد نائباً عن دائرة الديوم والعمارات بالجمعية التأسيسية، وظل يباشر مهام العمل النيابي والسياسي، لكن سنوات "الديمقراطية الثالثة" لم تعمر طويلا فتم اعتقال الزعيم الشيوعي بعد قيام عمر البشير بانقلاب عام 1989 أو ما يعرف باسم "ثورة الإنقاذ".

أطلق سراح نقد بعد نحو سنتين، لكنه وضع تحت الإقامة الجبرية، ثم بدأت عام 1993 مرحلة الاختفاء الجديدة، فبعد اشتداد التضييق مجدداً على حزبه، اضطر الزعيم الشيوعي للعودة إلى العمل السري.

استمر الاختفاء الثاني حتى عام 2005، وبعدما شهد السودان انفراجاً ظهر نقد مجدداً وواصل قيادة الحزب والعمل السياسي العام في العلن، وفي يناير 2009 تم التجديد لقيادته عبر المؤتمر العام الخامس للحزب الذي انعقد بعد أربعين عاما من المؤتمر السابق.

أصدر نقد عدداً من المؤلفات السياسية والفكرية منها: قضايا الديمقراطية في السودان، حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية، وهو قراءة فكرية لمشروع المفكر اللبناني حسين مروة.

كما أصدر كتابين حول علاقات الأرض والرق في السودان، إلى جانب مساهماته الفكرية في بناء الحزب الثوري والتطورات الفكرية والفلسفية التي شهدها الفكر الاشتراكي.