بينما يواصل الجيش الوطني الليبي معركة تحرير مدينة درنة من قبضة إرهابيي تنظيم القاعدة، سيطرت ميليشيات على ميناءي راس لانوف والسدرة في منطقة "الهلال النفطي" بشمال شرق البلاد، في محاولة يائسة "تحمل بصمة قطرية" لتخريب ممتلكات الشعب. 

لكن انشغال قوات الجيش بمعركة درنة لم يمنعها من شن هجوم كبير، لطرد الميليشيات الإرهابية التي يقودها إبراهيم الجضران من منشآت الهلال النفطي، التي سيطرت عليها الخميس الماضي. 

وأكد المتحدث باسم الجيش الوطني أن ضربات جوية استهدفت أرتال الإمداد والتعزيزات، التي حاولت المجموعات الإرهابية استقدامها إلى مناطق الهلال النفطي.

النوفلية.. منطلق الجضراوي

ويقول الكاتب والباحث السياسي الليبي، عبد الباسط بن هامل، إن ميليشيات سرايا بنغازي وأخرى من المعارضة التشادية، تعاونت مع الجضران الذي حاصر موانئ نفطية من قبل.

ودعت غرفة عمليات القوات الجوية سكان منطقة الهلال النفطي إلى البقاء بعيدا عن "مناطق تجمع الإرهابيين".

وقصفت طائرات القوات الجوية مواقع تمركز الجماعات الإرهابية في منطقة العمليات العسكرية من راس لانوف، وحتى مشارف مدينة سرت.

وبالحديث عن سرت، أكد بن هامل لموقع "سكاي نيوز عربية" أن بلدة النوفلية في صحراء سرت كانت المنطلق الرئيس للجماعات الإرهابية للهجوم على الموانئ النفطية القريبة منها، مشيرا إلى أنها شهدت الظهور العلني الأول لتنظيم داعش في ليبيا.

 لماذا الآن؟

وتثير معركة الهلال النفطي تساؤلات بشأن توقيتها وهدفها، ففي الوقت الذي يقترب فيه الجيش من حسم معركته ضد الجماعات المسلحة في درنة، تفتح جبهة أخرى في شرق ليبيا لطرد المسلحين من الهلال النفطي، وإنقاذ مقدرات البلاد النفطية من عبث الجماعات الإرهابية في السدرة وراس لانوف.

ويربط بن هامل بين التوقيت المتزامن للمعركتين في درنة والهلال النفطي، قائلا إنه يهدف إلى العبث بمقدرات المؤسسة العسكرية وحربها ضد الجماعات الإرهابية، وتعقيد المشهد الليبي، وعرقلة الحل السياسي.

وأشار بن هامل إلى الإمكانيات المتطورة المزود بها الجضران وميليشياته من عتاد وأسلحة حديثة، قائلا: "هذه الإمكانيات تؤكد دعم أجهزة إقليمية له. عتاد ميليشيات الجضران وأسلحتها الحديثة تؤكد بصمة قطر".

إلا أنه أكد أن الجيش عقد العزم على طرد كافة الإرهابيين وفلولهم من جميع المناطق والجبهات.

كارثة وطنية

وأضاف بن هامل أن ميليشيات الجضران أضرمت النيران في خزانين للنفط، في محاولة للهروب من استهداف القصف الجوي، قائلا إن ذلك أسفر عن إيقاف تصدير نحو 350 ألف برميل يوميا، مما قد يتسبب في خسائر شهرية في القطاع النفطي تصل إلى أكثر من 800 مليون دولار. 

وكان رئيس المؤسسة الوطنية للنفط قد حذر من "كارثة وطنية" إذا ما استمر توقف الصادرات، داعيا إلى ضرورة خروج ميليشيات الجضران من المناطق النفطية من دون قيد أو شرط.