تؤكد المعطيات الميدانية على الساحل الغربي باليمن، اقتراب تشكيلات المقاومة الوطنية، المدعومة من القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي، من توجيه ضربة قاضية لميليشيات الحوثي الإيرانية على هذه الجبهة، ستصل تداعياتها حتما إلى الجبهات الأخرى. 

وأحرزت المقاومة، بمشاركة وإسناد القوات الإماراتية، تقدما كبيرا في طريقها للسيطرة على الحديدة الواقعة على الساحل الغربي، حيث وصلت إلى مشارف مركزها، في ظل التداعي في صفوف ميليشيات الحوثي وفرار قادتهم من المدينة الاستراتيجية.

فالحديدة تعد، بفضل مينائها ومطارها، آخر منفذ بحري للميليشيات الإيرانية لتلقي الأسلحة المهربة من إيران، بالإضافة إلى التحكم بالمساعدات الإنسانية، ومحاولة تهديد الملاحة في البحر الأحمر، ما يؤكد أن تحريرها سيشكل ضربة قاسمة للحوثيين.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم المقاومة الوطنية، العقيد الركن صادق دويد، "إنه بعزل ميليشيات الحوثي عن الحديدة، نكون قد قطعنا شرايينها مع إيران"، وذلك بعد أن أعلن تحرير مديرية التحيتا والوصول إلى مشارف المدينة.

وتبرز أهمية مدينة الحديدة، باعتبارها أهم المحافظات على الساحل الغربي في اليمن، نظرا لاحتوائها على ثاني أكبر ميناء بحري في البلاد، بالإضافة إلى مطار يسيطر عليه المتمردون.

المقاومة اليمينة تسيطر على الدريهمي

 ويمثل ميناء الحديدة، الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثي الإيرانية، آخر منفذ بحري لها للتزود بالأسلحة المهربة من إيران، كما يشكل نقطة انطلاق والتقاء وتحكم في الساحل الغربي ككل.

وتمنع ميليشيات الحوثي الإيرانية من خلال سيطرتها على الميناء دخول المساعدات الإغاثية المخصصة للمدنيين الذين يعانون منذ سنوات من تداعيات الانقلاب الحوثي على الشرعية.

كما يعد مطار المدينة، من أهم المطارات اليمنية ويوجد فيه عدد من الطائرات العسكرية والمدنية، وقد سيطر عليه الحوثيون عام 2014 ومنعوا هبوط الطائرات المدنية وطائرات المساعدات فيه.

ومن شأن استعادة قوات الشرعية لميناء الحديدة، إنهاء تهديد الحوثيين للملاحة البحرية في باب المندب وقطع الإمدادات الإيرانية لهم عن طريق البحر، وحصرهم في المناطق الداخلية والجبلية.

ويرى خبراء أن استعادة الحديدة تطور نوعي سيفتح الطريق لتحرير بقية المحافظات الساحلية في شمال اليمن، في إطار السعي لإحكام السيطرة على كل المنافذ البحرية، ويمهد للوصول إلى محافظات الوسط وعلى رأسها صنعاء.