ذكرت تقارير أميركية وفرنسية أن واشنطن وباريس خلصا، بعد تحليل فني لأعراض صحية و"معلومات مخابراتية موثوقة" ومقاطع نشرتها مصادر إعلامية، إلى أن القوات الحكومية السورية نفذت هجوما كيماويا على مدينة دوما في 7 أبريل.

ونفذت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، فجر السبت، ضربات منسقة على أهداف تابعة للحكومة السورية، ردا على الهجوم الكيماوي المزعوم.

وقالت تقارير لوزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين والبيت الأبيض إن استنتاجها لما جرى في دوما يستند إلى الأعراض التي ظهرت على المدنيين، ومقاطع مصورة تظهر اثنين من البراميل المتفجرة استخدما في الهجوم، ومعلومات عن التنسيق بين المسؤولين العسكريين السوريين قبل الهجوم، ووصف للهجوم من مصادر إعلامية.

وأكدت "معلومات مخابراتية موثوقة" أن المسؤولين العسكريين السوريين نسقوا لاستخدام غاز الكلور في دوما في 7 أبريل.

يوم الهجوم

ووفقا للتقارير الأميركية، شوهدت مروحيات سورية فوق المنطقة المستهدفة، في وقت تعرضها للهجوم بالأسلحة الكيماوية.

وقال شهود عيان، لم تحدد التقارير هويتهم، إن مروحية من طراز أم آي-8 أقلعت من مطار الضمير العسكري القريب من دمشق والتابع للنظام السوري.

واعتمدت التقارير على رصد مقاطع فيديو من وسائل التواصل الاجتماعي، الموالية للمعارضة، تظهر انفجار قنبلة، نتج عنها عامود دخان أصفر وأخضر يتناسب مع انتشار الكلور.

وأكد تقييم البيت الأبيض أن صور البراميل المتفجرة في دوما تتشابه "إلى حد بعيد" مع تلك التي استخدمها وصممها النظام في السابق.

فقد تضمنت صور شظايا الذخيرة في هذا الهجوم "سمات تصميم مشابهة للصواريخ المملوءة بالكلور التي استخدمها النظام في هجمات في منطقة دمشق في أوائل عام 2017".

لكن الأطباء ومنظمات الإغاثة الميدانية في دوما، وبالتزامن مع إبلاغهم عن رائحة كلور قوية، وصفوا أعراض تتسق مع التعرض لغاز السارين، مثل بؤبؤ العين الشاخص.

ورصدت تقارير إعلامية ومنظمات غير حكومية غربية ومنظمة الصحة العالمية أعراض الإصابات التي تتفق مع التعرض للكلور، بما في ذلك ضيق التنفس والحدقة والتقيؤ والسعال، والتشنجات الناتجة عن تعطل النظام العصبي المركزي.

الرد السوري

وبعد ساعات من أول "ادعاء" باستخدام المواد الكيماوية، اعتبرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) هذه التقارير حملة تشويه ورائها جماعة "جيش الإسلام" التي كانت تسيطر على دوما، وهي آخر جيب للمعارضة في منطقة الغوطة الشرقية.

ورغم ذلك قالت التقارير الأميركية إن واشنطن ليست لديها معلومات تشير إلى أن جماعة "جيش الإسلام" استخدمت الأسلحة الكيماوية في أي وقت مضى.

وأضافت "النظام السوري الطرف الوحيد في سوريا الذي يستخدم المروحيات، ولم تقم أي مجموعة غير تابعة للدولة بعمليات جوية".

وتابعت "النظام أنتج واستخدم قنابل يدوية مملوءة بالسارين منذ عام 2013، واحتفظ بها بعد الانضمام إلى اتفاقية الأسلحة الكيماوية".

وأوضح تقييم البيت الأبيض أن "النظام السوري استخدم مادة الكلور في المعارك، لإرهاب المعارضين، وكسر إرادتهم في القتال منذ عام 2014".

وجاء في التقارير أن "هجمات النظام السوري بالأسلحة الكيماوية على دوما كانت جزءا من جهد لاستعادة المدينة للقضاء على جيب المعارضة الأخير في الغوطة الشرقية، القادر على تهديد العاصمة".

وأشارت إلى أن "النظام استفاد من حماية روسيا لاستخدام الأسلحة الكيماوية والدفع بهجومه على دوما قدما".