في الوقت الذي سيطر الجيش السوري الحر بدعم من القوات التركية على عفرين شمالي سوريا، أكد دبلوماسيون أن سوريا قد تشهد ”معارك طاحنة“ في آخر منطقتين خاضعتين للمعارضة حتى بعد انتهاء الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية على الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وانصب الاهتمام العالمي على معركة الغوطة، وهي آخر جيب للمعارضة قرب العاصمة وتحاصرها الحكومة، وعلى عفرين في أقصى شمال البلاد حيث أعلنت تركيا عن سيطرتها على قلب المدينة في عملية عسكرية شنتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تراها تهديدا لأمنها.

إلا أن المنطقتين لن تكونا آخر نقطتين ساخنتين في الحرب التي تدخل عامها الثامن، وذلك بعد ثلاثة أعوام من تحول دفة الحرب لصالح الرئيس بشار الأسد.

وقال يان إيغلاند المستشار في الأمم المتحدة، الذي يرأس المجلس النرويجي للاجئين، ”ما نخشاه هو أنه بعد الغوطة الشرقية قد نرى معارك طاحنة داخل وحول إدلب (في شمال غرب البلاد) وفي الجنوب في درعا.

وأشار إلى أن هذه ستكون فقط الأحدث في حلقة ”معارك النهاية“ الطاحنة والقاسية بعد القتال في حمص وحلب والرقة ودير الزور.

وقال إيغلاند ”إن الوقت لم ينفد بعد لإجراء حوار بشأن إدلب وبشأن درعا وعفرين“. وأضاف قائلا أن ”إدلب ستكون مبعث قلق هائلا لأن إدلب معسكر لاجئين هائل إلى حد كبير“.

من ناحية أخرى، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتوسيع الهجوم التركي على جيب عفرين ليشمل مدنا أخرى في شمال سوريا مثل منبج، من أجل القضاء على أي وجود لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة "منظمة إرهابية".

وتشكل منبج "حلقة" جدلية بين أميركا وتركيا، وقد هددت تركيا الخميس بضرورة سحب القوات الأميركية، منها إن لم ترغب واشنطن في وقوع اشتباك مع القوات التركية.

وتقع منبج إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب، بنحو 80 كيلومتراً على أرض فسيحة، وغير بعيدة عن نهر الفرات، الواقع إلى الشرق منها بنحو 25 كيلومتراً، ولا تبعد عن الخط الحدودي بين سورية وتركيا سوى 30 كيلومتراً.

وتتمتع المدينة بموقع جغرافي فريد، فهي واسطة العقد بين آلاف القرى والبلدات والمدن في شمالي وشرقي حلب، وغربي محافظة الرقة، ويتبع لها ما يقرب من ألف قرية وبلدة.

وفي خرق لهدنة الجنوب السوري التي تم الاتفاق عليها في تموز يوليو 2017، ضمن اتفاق أمريكي -روسي -أردني، قصفت قوات النظام عددا من البلدات في درعا وفي نبرة تهديدية أن الجنوب السوري ربما يكون الهدف القادم، حيث يخضع نحو 50% من مدينة درعا لسيطرة المعارضة.

وفي كل معركة سواء في شمال سوريا أو جنوبها كان المدنيون عالقين بين الأطراف المتحاربة التي بررت قسوتها بزعم أنها تحارب الإرهاب أو الدكتاتورية.