اشتبك الجيش التركي وحلفاؤه من المعارضة السورية مع مسلحين أكراد مدعومين من الولايات المتحدة في منطقة عفرين بسوريا، لتكثف أنقرة حملتها المستمرة منذ يومين على مقاتلي وحدات حماية الشعب والتي فتحت جبهة جديدة في الحرب الأهلية بسوريا.
وفي ظل دعوات أميركية إلى ضبط النفس، قصفت المدفعية التركية مواقع لوحدات حماية الشعب بينما أُطلقت صواريخ من داخل سوريا على بلدتين تركيتين على الحدود مما أسفر عن إصابة العشرات، وفقا لما ذكره شاهد ومكتب رئيس البلدية.
وقالت الوحدات إن قصفا عنيفا بالمدفعية التركية وقصفا جويا استمر على بعض القرى. وقال بروسك حسكة المتحدث باسم الوحدات في عفرين إن معارك ضارية نشبت إلى الشمال وإلى الغرب من عفرين مع القوات التركية وحلفائها من المعارضة السورية.
وأكدت تركيا إنها قصفت أهدافا من بينها مخابئ يستخدمها المسلحون الأكراد. وذكرت وحدات حماية الشعب أن الضربات التركية قتلت بعض المدنيين واتهمت تركيا بقصف مناطق مدنية ومخيم للنازحين في عفرين.
وأشار قيادي في المعارضة إلى إن نحو 25 ألف فرد من الجيش السوري الحر يشاركون في العملية بهدف استعادة بلدات وقرى عربية سيطرت عليها وحدات حماية الشعب قبل نحو عامين.
ولفت رئيس الوزراء بن علي يلدريم إن أنقرة، التي تدعم مقاتلي الجيش السوري الحر في شمال سوريا، تستهدف إقامة "منطقة آمنة" عمقها 30 كيلومترا في إطار عمليتها في عفرين.
ردود فعل دولية
وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت "نحث تركيا على التحلي بضبط النفس وضمان بقاء عملياتها العسكرية محدودة في نطاقها ومدتها والحرص على تجنب حدوث خسائر في صفوف المدنيين".
وأكد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن تركيا أبلغت الولايات المتحدة قبل تحركها، مشيرا إلى أن واشنطن تتواصل مع أنقرة بشأن كيفية المضي قدما.
من جانبها، أعلنت مصر رفضها العمليات العسكرية التركية في عفرين.
وجاء في بيان نشر بصفحة وزارة الخارجية المصرية على الإنترنت أن العمليات التركية "تمثل انتهاكا جديدا للسيادة السورية وتقوض جهود الحلول السياسية القائمة وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا".
وفي تغريدة على حسابه بتويتر، أضاف قرقاش "التطورات المحيطة بعفرين تؤكد مجددا ضرورة العمل على إعادة بناء وترميم مفهوم الأمن القومي العربي على أساس واقعي ومعاصر، فدون ذلك يهمش العرب وتصبح أوطانهم مشاعا".
وذكر بيان للوزارة أن خطوات واشنطن التي استهدفت عزل المناطق التي يسكنها الأكراد وتسليح تشكيلات موالية لها كانت من بين العوامل الرئيسية التي أسهمت في التحرك العسكري التركي.