يحذر صندوق النقد الدولي من خطر أزمة ديون الشركات في الصين على الاقتصاد العالمي، مذكرا بما حدث العام الماضي من اضطراب في أسواق الأسهم الصينية كاد يهوي بأسواق العالم الرئيسية إلى أزمة كارثية.

وتصدر لجنة من الصندوق تعمل على مراجعة الوضع الاقتصادي في الصين تقريرها مساء الثلاثاء، إلا أن رئيس اللجنة، نائب مدير صندوق النقد الدولي ديفيد ليبتون، حذر بالفعل أثناء وجوده في الصين من أن أزمة ديون الشركات في الصين "خطيرة بكل المقاييس".

ويبلغ حجم ديون الشركات ما يصل إلى 145 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ويبدو أن الاجراءات التي تتخذها السلطات الصينية للحد من مخاطر المشكلة لم تنجح تماما.

وساهم في تفاقم المشكلة تسهيل الاقتراض منذ العام الماضي لتشجيع الاستثمار والحفاظ على نسب نمو اقتصادي عالية.

إلا أن ذلك أدى إلى ارتفاع خطير في معدلات الديون، حيث وصلت معدلات الديون في الصين في الربع الأول من العام الحالي إلى 237 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وأضاف ذلك إلى مخاوف من مشكلة ديون دولية، خاصة مع الغليان في سوق السندات، يمكن أن تدخل الاقتصاد العالمي في أزمة أعمق من أزمة 2008/2009 المالية.

إقراض حكومي

 وحسب أرقام نشرتها صحيفة "فاينانشال تايمز" في أبريل الماضي، بلغ حجم الاقتراض الحكومي الصيني 163 تريليون يوان (25 تريليون دولار أميركي) بنهاية مارس، يشمل الديون المحلية والأجنبية.

1+
العالم يغرق بالديون
1 / 2
مشكلة الديون المتفاقمة التي يعاني النظام المصرفي والمالي العالمي ووصلت إلى مستويات خطيرة
2 / 2
مشكلة الديون المتفاقمة التي يعاني النظام المصرفي والمالي العالمي ووصلت إلى مستويات خطيرة

ومع أن تلك الأرقام تعد قريبة من نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة (248 في المئة)، ومنطقة اليورو (270 في المئة)، إلا أنها أكبر بكثير من تلك النسبة في الاقتصادات الصاعدة.

وتبرز مشكلة الديون الصينية لدى مقارنتها مع الاقتصادات الصاعدة، التي قدر بنك التسويات الدولية نسبة ديونها إلى الناتج المحلي الإجمالي عند 175 في المئة، بنهاية الربع الثالث من العام الماضي.

إجراءات غير مجدية

ويحذر صندوق النقد الدولي وخبراء متابعون للاقتصاد الصيني من أن اجراءات السلطات الصينية لمواجهة مشكلة الديون، خاصة ديون الشركات، لا تبدو مجدية.

فاللجوء إلى تحويل الديون إلى مشتقات استثمارية (صكوك، سندات استثمار، سندات رهن ..) المعروف باسم "توريق الديون" اجراء ثبتت عدم جدواه في أزمة قروض الرهن العقاري الأميركي التي أدت إلى كارثة العقد الماضي المالية.

وحتى ما أعلنته السلطات الصينية من سياسة "التنظيف المنظم" لقطاع الشركات بترك الشركات المتعثرة غير القادرة على الاستمرار تفلس وإعادة هيكلة ما تستحق إعادة الهيكلة من الشركات لا يقنع الخبراء.

إذ أن هناك مشكلة تتعلق بالشركات الحكومية، التي عليها نحو 55 في المئة من ديون القطاع في الصين بينما لا تمثل أكثر من 22 في المئة من الإنتاج.

ويخشى صندوق النقد وغيره من المؤسسات الدولية من أن عدم قدرة الاقتصاد الصيني على مواجهة مشكلة الديون قد يكون شرارة أزمة ديون عالمية عميقة.

الصين أكبر اقتصاد عالمي