يلاحظ المار في شارع ملييت بمنطقة يوسف باشا بإسطنبول، تعدد المطاعم التي تقدم أكلات سورية حتى أصبح هذا الشارع نموذجا لتعايش لا يخلو من تنافس بين المطبخين السوري والتركي.

ويحتضن شارع ملييت في منطقة " يوسف باشا " وصولاً إلى منطقة " أكسراي "، أكثر من 10 مطاعم ومحال حلويات سورية.

فكثير من التجار السوريين الذين قدموا إلى تركيا هربا من جحيم الحرب في بلدهم،  قرروا ولوج سوق التجارة ومزاحمة التجار الأتراك في مدينة أقل ما توصف به أنها مركز تركي الاقتصادي.

محمد نزار البيطار،وهو تاجر سوري صاحب سلسلة مطاعم في تركيا أسسها بعد قدومه مع بداية الأزمة السورية عام ٢٠١١ ، قال لسكاي نيوز عربية إن المطاعم  السورية تنافس المطاعم التركية وبقوة على السائح العربي والأجنبي".

لكن بالنسبة للزبون التركي، فإن المطبخ السوري ليس جاذبا في بعض الأطعمة الأساسية التي تعتمد عليها المطاعم السورية مثل الفلافل والفول والحمص، والتي تعتبر ثقيلة نوعا ما ولا يتقبلها كثير من الأتراك لعدم اعتيادهم عليها، بحسب البيطار.

وبالرغم من أن الشاورما تعد وجبة تركية بالأصل، فإن المطاعم السورية تتميز عن المطاعم التركية في طريقة تحضيرها على حد قول البيطار، " لما تتميز به من بهارات خاصة في عملية التحضير".

وأشار إلى أن الشاورما السورية أصبحت شهيرة جدا في تركيا وتلقى إقبالا كبيرا .

 لكن لم يخف البيطار أنه من المستحيل أن ينافس أي مطعم سوري أو عربي المطاعم التركية في تقديم الكباب والفطائر باللحم والمعجنات نهائياً، لأن الأتراك "الأكثر براعة في هذا النوع من الأطعمة كما يقول" .

وفي زيارة إلى أحد المطاعم التركية في منطقة زيتين بورنو بإسطنبول، قال مدير المطعم ويدعى شعيب لسكاي نيوز عربية إن "المطاعم السورية  لا تنافسنا لأن الرزق على الله أولاً،  ولأن المطاعم السورية تقدم مأكولات خاصة بالسوريين".

وأوضح أن المطاعم التركية لم تفقد زبائنها بل على العكس" كسبنا زبائن جدد من الإخوة السوريين " على حد قوله.

وكشفت الغرفة التجارية بإسطنبول أن السوريين تصدروا قائمة المستثمرين الأجانب في المدينة التركية، خلال عام 2014، بنسبة 25.21 بالمائة، يليهم الإيرانيون والألمان.

وقال تقرير الغرفة إن 1131 رجل أعمال سوري أسسوا شركات في المدينة، برأس مال بلغ 85 مليون ليرة.