ينتظر العالم معرفة من سيشغل واحدا من أهم المناصب الاقتصادية في العالم في الخريف المقبل، وهو منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خلفا لبن برنانكي الذي تنتهي ولايته في يناير 2014.

اختيار رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ليس بالأمر الهين. فهذا المنصب يعتبر ثاني أقوى منصب رسمي في الولايات المتحدة، وثاني أقوى منصب مالي على مستوى العالم، كما هو معروف في أوساط المال والسياسة.

ويبدو أن قائمة المرشحين لشغل هذا المنصب قد انحصرت في إسمين، هما جانيت يلين و لورانس سامرز، واحد مهما سيسير على خطى بن برنانكي ليبرز بقوة على الساحة الاقتصادية الأميركية والعالمية خلال السنوات القادمة.

بن برنانكي لم يمكث كنظيره آلان غرينسبان مدة طويلة في هذا المنصب، فقد امتدت ولايته 8 سنوات بينما مكث غرينسبان 19 عاما.

وتولى بن برنانكي المنصب في وقت مر فيها الاقتصاد الأميركي والعالمي بأسوأ أزمة مالية عرفت منذ الكساد الكبير عام 1929.

فحافظ على معدل فائدة قريبا من الصفر، وقام بضخ مليارات الدولارات من السيولة شهريا من خلال شراء سندات خزانة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل أن المرشحين قادران على مواجهة تحديات كبيرة في حل مشكلة التضخم وتقليص نسبة البطالة التي وصلت إلى 7.4% ، عدا عن ضمان قوة الدولار.

السيرة الذاتية لجانيت يلين، وهي المرشحة لتكون أول سيدة تشغل منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، تظهر أنها على دراية تامة بالمهام الصعبة بما كونها تولت منصب نائبة رئيس الاحتياطي الفدرالي، كما شغلت منصب رئيسة لدائرة المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأسبق بيل كلينتون.

أما لاري سامرز فقد عمل كوزير للخزانة في إدارة بيل كلينتون وكان مستشارا اقتصاديا لباراك أوباما. كما يوصف سامرز بالذكاء الحاد، لكنه معروف في الأوساط السياسية بأنه سريع الغضب وعديم الصبر، وهي صفات لا تتلاءم مع العمل الجماعي في لجنة السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

وفي عام 2006 اضطر سامرز للاستقالة من رئاسة جامعة هارفارد لأنه اعتبر أن النساء بطبيعتهن أقل موهبة في الرياضيات.

القرار النهائي لاختيار واحد من المرشحين متوقف عند الرئيس الأميركي. وفي مبادرة غير اعتيادية وقع عدد من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ رسالة تطالب أوباما بتسمية يلين. وفي كل الأحوال فإن الفائز بهذا المنصب لن يحظى بالقدر المغري من المال، فإن راتبه السنوي سيبلغ 199 ألفا و700 دولار.