نظراً للارتفاع المتواصل في أسعار السجائر في أنحاء العالم عموماً وفي الأراضي الفلسطينية على وجه الخصوص، يلجأ كثير من المدخنين إلى بديل أقل كلفة هو التبغ المنتج محلياً.

وزراعة التبغ في قرية يعبد قرب جنين بالضفة الغربية تحقق أرباحاً مجزية.

ويشارك كل أفراد الأسرة مالكة الأرض بمن فيهم النساء والأطفال في فلاحة وزراعة وجمع الأوراق وتجفيفها وتقطيعها ولف السجائر وتغليفها.

وتباع علبة السجائر المنتجة في يعبد مقابل 4 شواقل، أي ما يعادل الدولار الواحد، بينما يبدأ سعر المستوردة من 7 دولارات للعلبة.

يقول المزارع من يعبد باسم عبادي: "دخل المواطن عندنا ما لا يسمح له أنه يدخن بما يتراوح بيم 25 و50 شيقل في اليوم لأن راتبه لا يكفي للتدخين بهذا المبلغ. ولهذا السبب يقبل الناس على الإنتاج المحلي، ما يعني أننا ننتجه في بلدنا، وتسويقه في بلدنا أفضل من أن نستورد من أميركا ودول أخرى".

أما محمد يوسف عمارنة فيقول: "كنا نعمل في إسرائيل ولم نكن نزرع الدخان نظراً لأن دخل الفرد من العمل كان يصل إلى 200 شيقل.. لكننا اضطررنا لهذه الزراعة، التي قضت على البطالة في منطقة جنين".

وتحول مزارعون في يعبد إلى زراعة التبغ بعد أن صادرت إسرائيل بعض أراضي القرية من أجل بناء الجدار.

وينتج المزارع في الضفة الغربية نحو 700 طن من التبغ سنوياً، وهي زراعة لا تحتاج إلى مياه وفيرة.

ويوضح المزارع صالح جميل أن سكان منطقة يعبد وقراها توجهوا إلى هذه الزراعة بعد إقامة الجدار العازل، حيث تغطي زراعة التبغ مساحة 3212 فداناً في منطقة يعبد وقرية زبدة.

ويتزايد الإقبال على أصناف السجائر المحلية في الضفة الغربية حتى باتت تنافس الأنواع العالمية المستوردة بجدارة.

يقول التاجر من رام لله إياد صافي "انخفضت المبيعات على السجائر بشكل كبير بعد ارتفاع سعره مؤخراً، إذ ارتفع سعر العبوة الكبيرة بنسبة 20 في المائة الأمر الذي ترتب عليه انخفاض مبيعات السجائر بشكل عام".

يشار إلى أن التبغ عرف في فلسطين قبل 200 عام حين دخل إليها من لبنان.