دفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السنوات القليلة الماضية، المزارعين في جميع أنحاء العالم إلى زراعة المزيد من الحبوب والبذور الزيتية، لكن من المتوقع أن يواجه المستهلكون نقصا في الإمدادات في 2024، نظرا لتداعيات ظاهرة النينيو وقيود التصدير وزيادة الالتزامات المتعلقة بالوقود الحيوي.

وقال محللون وتجار، إن الأسعار العالمية للقمح والذرة وفول الصويا، تتجه إلى تسجيل تراجع في عام 2023، بعد سنوات من المكاسب القوية بسبب حدوث انفراجات في التكدسات عبر البحر الأسود، ومخاوف من ركود عالمي، على الرغم من أن الأسعار تظل عرضة لصدمات الإمدادات وتضخم الغذاء في العام الجديد.

أخبار ذات صلة

"النينيو" تلتهم الحلويات.. قريبا قفزة متوقعة بالأسعار
الفاو: أسعار الغذاء العالمية مستقرة خلال نوفمبر 2023

ومن المتوقع أن تستمر ظاهرة النينيو، التي أحدثت جفافا في أجزاء كبيرة من آسيا هذا العام، في النصف الأول من عام 2024، مما يعرض إمدادات الأرز والقمح وزيت النخيل وغيرها من المنتجات الزراعية في بعض أكبر الدول المصدرة والمستوردة للمنتجات الزراعية في العالم للخطر.

ويتوقع تجار ومسؤولون أن يتراجع إنتاج الأرز في آسيا في النصف الأول من عام 2024، إذ من المرجح أن تؤدي ظروف الزراعة الجافة وانخفاض حجم خزانات‭ ‬المياه إلى خفض الإنتاج.

وبالفعل، انخفضت إمدادات الأرز في العالم هذا العام بسبب تأثير ظاهرة النينيو على الإنتاج، مما دفع الهند، أكبر مصدر للأرز في العالم بفارق كبير عن أقرب منافسيها، إلى فرض قيود على شحناتها.

نحو كوب 28.. المياه تحدد مستقبل العمل! فما العمل؟

وبينما تعاني أسواق الحبوب الأخرى من تراجع قيمتها، ارتفعت أسعار الأرز إلى أعلى مستوياتها في 15 عاما في 2023، وزادت الأسعار في بعض مراكز التصدير الآسيوية بنسبة تتراوح بين 40 بالمئة و45 بالمئة.

ويواجه المحصول التالي للقمح في الهند تهديدا بسبب نقص الرطوبة، مما قد يضطر الهند، أكبر مستهلك للقمح في العالم، إلى البحث عن واردات للمرة الأولى في ست سنوات.

وبحلول أبريل المقبل، قد يكون المزارعون في أستراليا، ثاني أكبر مصدر للقمح في العالم، يزرعون محاصيلهم في تربة جافة، بعد أشهر من الحرارة الشديدة التي أدت إلى تقليص إنتاج محصول هذا العام، وأنهت سلسلة من الحصاد القياسي لثلاثة مواسم متتالية.

ومن المرجح أن يحث ذلك المشترين، بما في ذلك الصين وإندونيسيا، على البحث عن كميات أكبر من القمح من مصدرين آخرين في أمريكا الشمالية وأوروبا ومنطقة البحر الأسود.

وعلى الجانب المشرق بالنسبة لإمدادات الحبوب، من المتوقع أن يتحسن إنتاج الذرة والقمح وفول الصويا في أميركا الجنوبية في عام 2024، رغم أن التقلبات المناخية في البرازيل تثير بعض الشكوك.

وفي الأرجنتين، من المرجح أن تؤدي الأمطار الغزيرة على المناطق الزراعية إلى تعزيز إنتاج فول الصويا والذرة والقمح، في واحدة من أكبر الدول المصدرة للحبوب في العالم.

أخبار ذات صلة

كيف تعد الأغذية والزراعة ضمن مسببات تغير المناخ؟
134 بلدا توافق على إدراج الغذاء والزراعة ضمن خطط المناخ

ومن المقرر أن تحقق البرازيل إنتاجا زراعيا شبه قياسي في عام 2024، على الرغم من انخفاض تقديرات إنتاج فول الصويا والذرة في البلاد في الأسابيع الأخيرة بسبب الطقس الجاف.

ومن المرجح أيضا أن ينخفض ​​الإنتاج العالمي من زيت النخيل في العام المقبل بسبب ظاهرة النينيو الجافة، مما يدعم أسعار زيت الطهي التي انخفضت بأكثر من 10 بالمئة في عام 2023.

ويأتي انخفاض الإنتاج وسط توقعات بارتفاع الطلب على إنتاج الوقود الحيوي القائم على زيت النخيل وزيت الطهي.