بـ 200 مليار دولار تسعى الصين وروسيا إلى رفع حجم التبادُل التجاري السنوي بينهما، ليشهد طفرة لم تشهدها العلاقات من قبل، تُنبأ عن تحالف قد يغيّر النظام العالمي الحالي.

بدأ رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، زيارة للصين، الثلاثاء، وتتواصل الأربعاء، حضر خلالها منتدى أعمال رفيع المستوى بين البلدين في شنغهاي، معلنا سعي بلاده لنقل التبادل التجاري مع الصين إلى آفاق أعلى، ليتجاوَز المجالات التقليدية، حسب وصفه.

يرى خبيران في مجالَي الاقتصاد والعلاقات الدولية في هذه الزيارة خطوة جديدة نحو خلق تحالف غير مسبوق، قادر، إن استمر، على تغيير شكل الاقتصاد وقواعد اللعبة في العالم.

أخبار ذات صلة

لتعزيز التعاون.. روسيا والصين تعتزمان توقيع اتفاقيات ثنائية
روسيا تسخر من "قمة السبع": حدث مسيس وحاضن للهستيريا

مما جاء في كلمة ميشوستين خلال الزيارة ومنتدى شنغهاي:

• متوقع أن تصل التجارة الثنائية إلى 200 مليار دولار هذا العام.

• سنزيد التبادل في الطاقة والزراعة والتمويل والتعاون الصناعي.

• التعاون في الطاقة لا يزال أولوية غير مشروطة بالنسبة إلى روسيا، وإمدادات الغاز الطبيعي والفحم تزداد بإطّراد.

• روسيا والصين بحاجة إلى أن تكونا أكثر نشاطًا في تبسيط الوصول المتبادل إلى الأسواق الزراعية والعمل معًا لتعزيز الأمن الغذائي.

• العام الماضي، زادت التجارة في المنتجات الزراعية بنسبة 42 بالمئة بنحو 7 مليارات دولار.

مُؤشّرات النمو

  • ارتفعت التجارة بين الصين وروسيا بنسبة 38.7 بالمئة في الربع الأول من العام الحالي، حسب الإدارة العامة للجمارك الصينية.
  • لا يزال التعاون في الطاقة عامل استقرار رئيسي للعلاقات الثنائية.
  • الصين باتت واجهة مربحة لروسيا، خاصة في تصدير النفط والغاز، بعد تراجع الصادرات الروسية لأوروبا نتيجة العقوبات المفروضة على موسكو بسبب حرب أوكرانيا.
  • بلغت الصادرات من الصين إلى روسيا 24.07 مليار دولار، بزيادة 47.1 بالمئة عن العام الماضي.
  • نمت الواردات من روسيا إلى الصين إلى 29.77 مليار دولار بزيادة 32.6 بالمئة.
  • تستورد الصين من روسيا النفط والغاز الطبيعي والفحم والنحاس وخام النحاس والأخشاب والوقود والمأكولات البحرية.
  • تستورد روسيا من الصين الهواتف الذكية والمعدات الصناعية ولعب الأطفال والأحذية والمركبات ومكيفات الهواء وأجهزة الكمبيوتر والمنتجات الميكانيكية والكهربائية والسيارات وقطع غيار السيارات.

التبادل بالعملات المحلية

وفقًا لتقرير صادر عن البنك المركزي الروسي، فإن هناك تبادلا تجاريا يتم بين البلدين باستخدام العملات المحلية.

تفصيلا، جاء في بيانات البنك أن حصة تداول اليوان الصيني مقابل الروبل الروسي في سوق الصرف الروسي بلغت مستوى مرتفعًا جديدًا بزيادة 39 بالمئة في مارس، وخلال نفس الفترة، انخفضت حصة تبادل الدولار الأميركي بالروبل إلى 34 بالمئة، وهو أدنى مستوى منذ عدة سنوات.

أخبار ذات صلة

الخارجية الصينية: رئيس الوزراء الروسي يزور بكين
بعد زيارة زيلينسكي.. هل خضعت ألمانيا لضغوط الغرب؟

فرصة "القوة الجبّارة"

وفي حديث خاص لموقع سكاي نيوز عربية، يعرض الخبير الاقتصادي ماجد جاويد، وخبير العلاقات الدولية جاسم مطر، ما يتوقّعانه من مستقبل للاقتصاد العالمي في ظل العلاقات الجديدة بين الصين وروسيا:

  • قطاع الطاقة الروسي كان أكبر القطاعات تضررا من العقوبات الغربية على موسكو التي بحثت لتعويض السوق الغربية، فوجدت في الصين سوقا جائعة لسلعها من الغاز والمواد البترولية.
  • بجانب قطاع الطاقة، نشط التبادل بين البلدين في السيارات والإلكترونيات، وغزت شركات السيارات الصينية السوق المحلية في موسكو، كما برزت بقوة شركات المحمول الصينية داخل موسكو، وأصبحت بديلا جيدا عن الآيفون الذي كان احتل مكانة كبيرة في السوق الروسية.
  • إذا استمر حجم التبادل التجاري بين الجانبين على هذا الحال عدة سنوات سيستطيعان خلق قوة اقتصادية جبّارة تفوق أي تحالف اقتصادي موجود؛ فالجانبان لديهما الإمكانيات المناسبة لفعل هذا.
  • الدولتان إذا استغلتا إمكانيات بعضهما يمكن أن تخلقا قوة اقتصادية تضرب السطوة السياسية المنافسة التي تتحكّم في التبادل التجاري والاقتصاد العالمي.
روسيا والصين تستعرضان عضلاتهما على أبواب الناتو