إعادة فتح الاقتصاد الصيني وتخفيف القيود الصارمة بكورونا، شكل دفعة قوية لأسواق النفط التي سجلت المزيد من المكاسب، وسط حالة تفاؤل من تعافي الطلب على الوقود لدى أكبر مستورد للنفط في العالم.

وفي حديث خاص لـ "اقتصاد سكاي نيوز عربية" رجح الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص أن يؤدي رفع قيود كورونا في الصين إلى تحفيز الطلب على النفط خلال العام الحالي بواقع نصف مليون برميل يوميا

كما أبدى مسؤولون ماليون بارزون في دافوس تفاؤلهم من أن إعادة فتح الصين، من شأنه تعزيز النمو العالمي بما يفوق التوقعات والمساعدة في تفادي ركود أوسع نطاقا حتى في ظل مكافحة أكبر الاقتصادات العالمية لتخطي التباطؤ الاقتصادي.

كما تلقت السوق دعما قويا من التصريحات والتوقعات القادمة من عدة دول ومؤسسات أوروبية حول قدرة اقتصاد منطقة اليورو على تخطي الركود هذا العام، وهو ما أكده المستشار الألماني اليوم أولاف شولتس الذي استبعد وقوع اقتصاد بلاده في الركود هذا العام.

أخبار ذات صلة

أمين عام أوبك: النفط سيكون المزيج الأهم في معادلة الطاقة
دافوس 2023.. إعادة فتح الصين تعزز تفاؤل النمو العالمي
"أوبك" تثبت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال 2023
نوفاك: إيرادات روسيا من النفط والغاز قفزت 28 بالمئة في 2022

وتلقت الأسعار دعما أيضا من التوقعات بانخفاض مخزونات الخام الأميركية بنحو 1.8 مليون برميل، بحسب استطلاع أجرته رويترز.

على صعيد العرض، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الثلاثاء إن إنتاج النفط من مناطق النفط الصخري الكبرى في الولايات المتحدة من المقرر أن يرتفع بنحو 77 ألف برميل يوميا ليصل إلى مستوى قياسي يبلغ 9.38 مليون برميل يوميا في فبراير.

تحركات الأسعار

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو دولار بما يعادل 1.2 بالمئة إلى 86.99 دولار للبرميل بحلول الساعة 0722 بتوقيت غرينتش بعد صعود 1.7 بالمئة في الجلسة السابقة، بحسب بيانات "رويترز".

وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو دولار أو 1.4 بالمئة إلى 81.33 دولار للبرميل بعد أن ارتفعت 0.4 بالمئة الثلاثاء.

وكان الخامان قد ارتفعا بأكثر من ثمانية بالمئة الأسبوع الماضي، في أكبر مكاسب أسبوعية منذ أكتوبر.

أخبار ذات صلة

أسعار النفط تحقق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر
هل الطاقة النووية على موعد مع "عصر ذهبي" في أوروبا؟
ضعف الدولار يعزز مكاسب النفط الأسبوعية
صادرات الصين تهبط بأعلى وتيرة منذ فبراير 2020

الصين طوق نجاة

ارتفعت واردات الصين من الخام بنسبة أربعة بالمئة على أساس سنوي في ديسمبر ، في حين أدى انتعاش السفر بمناسبة رأس السنة القمرية الجديدة إلى تعزيز توقعات الطلب على الوقود.

من ناحية أخرى، أظهرت بيانات رسمية أن الناتج المحلي الإجمالي للصين قد نما ثلاثة بالمئة في 2022، متخلفا عن الهدف الرسمي البالغ "حوالي 5.5 بالمئة" ومسجلا ثاني أسوأ أداء منذ 1976. لكن البيانات لا تزال تفوق توقعات المحللين بعد أن تخلت الصين عن سياسة "صفر كوفيد" في ديسمبر.

وقال توشيتاكا تازاوا المحلل لدى فوجيتومي سكيوريتيز "تدعمت أسعار النفط بالآمال المتزايدة في أن الطلب على الوقود في الصين سينتعش بعد التحول الأخير في سياستها بشأن كوفيد-19"، وفقا لوكالة "رويترز".

وأضاف "التوقعات المتفائلة لأوبك بشأن الطلب الصيني دعمت أيضا معنويات السوق"، متوقعا مسارا صعوديا هذا الأسبوع.

قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقرير شهري إن الطلب الصيني على النفط سينمو 510 آلاف برميل يوميا هذا العام بعد أن أعلنت في 2022 أول انكماش له منذ سنوات بسبب إجراءات احتواء فيروس كورونا.

لكن أوبك أبقت توقعاتها للنمو في الطلب العالمي في 2023 دون تغيير عند 2.22 مليون برميل يوميا.

وتترقب الأسواق التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية في وقت لاحق الأربعاء.

أخبار ذات صلة

مورغان ستانلي يتوقع ارتفاع النفط إلى 110 دولارات بنهاية 2023
بيرول لسكاي نيوز عربية: العالم يواجه أزمة طاقة شاملة

إلى أين ستتجه الأسعار؟

وكالة موديز توقعت في تقرير صدر الأربعاء، أن تبقى أسعار النفط متقلبة في 2023، ورجحت الوكالة أن يظل متوسط أسعار النفط هذا العام دون 100 دولار للبرميل وهو متوسط خام برنت القياسي العالمي للعام الماضي.

وحذرت الوكالة من أن أسعار النفط قد تهبط دون 80 دولارا للبرميل إذا تفاقم الضعف الاقتصادي في الصين أو أوروبا أو أميركا.

من ناحية أخرى، يتوقع بنك غولدمان ساكس، أن يصل سعر خام برنت إلى 110 دولارات للبرميل بحلول الربع الثالث من العام الجاري، في حال قامت الصين والدول الآسيوية الأخرى بإعادة فتح الاقتصاد بشكل كامل مع إلغاء القيود المرتبطة بالوباء.


من يتحكم في الطلب؟

بالعودة إلى ما قبل وباء كورونا وتحديدا في 2019، نجد أن إجمالي استهلاك العالم من النفط قد بلغ 99.97 مليون برميل يوميا، بحسب بيانات أوبك، وتشير البيانات إلى أن الطلب على النفط عالميا قد تراجع في 2020 بما يقرب من 10 ملايين برميل يوميًا.

وتستهلك الولايات المتحدة وحدها خُمس إجمالي استهلاك العالم اليومي من النفط (20.86 مليون برميل يوميًا)، يليها الصين (13.48 مليونًا) والهند (4.91 مليونًا)، في حين بلغ الطلب على النفط بين دول أوروبا 14.25 مليون برميل يوميًا.

وفي عام كورونا، تراجع إجمالي استهلاك النفط عالميًا إلى 91.13 مليون برميل يوميًا -وفق التقديرات الأخيرة الصادرة عن أوبك- مع بقاء الولايات المتحدة والصين والهند باعتبارهم أكبر 3 دول مستهلكة للخام في العالم.

وتشمل قائمة الدول الأكثر استهلاكًا للذهب الأسود كذلك روسيا واليابان والسعودية والبرازيل وكوريا الجنوبية وألمانيا وكندا، مع فروقات طفيفة بين بعض البلدان تجعلهم يتبادلون المراكز من عام لآخر.

وفيما يلي أكثر 10 دول استهلاكًا للنفط خلال عام 2019 بحسب النشرة الاحصائية لشركة BP:

  1. الولايات المتحدة: 19.475 مليون برميل يوميًا
  2. الصين: 14.005 مليون برميل يوميًا
  3. الهند: 5.148 مليون برميل يوميًا
  4. اليابان: 3.689 مليون برميل يوميًا
  5. السعودية: 3.635 مليون برميل يوميًا
  6. روسيا: 3.393 مليون برميل يوميًا
  7. كوريا الجنوبية: 2.703 مليون برميل يوميًا
  8. كندا: 2.537 مليون برميل يوميًا
  9. البرازيل: 2.438 مليون برميل يوميًا
  10. ألمانيا: 2.270 مليون برميل يوميًا
هكذا يصف محور المقاومة موقف السعودية بعد قرار أوبك+