تعتبر الفضة واحدة من أكثر المعادن شهرة في العالم، إلا أنها لم تتمكن يوماً من أن تتجاوز المكانة والهالة التي يتمتع بها الذهب، فبقيت تحت ظله حاملة لقب "ذهب الفقراء" إذ إن امتلاك الفضة والاستثمار فيها لا يحتاج إلى مبالغ كبيرة من المال كالاستثمار في الذهب.

ورغم ميل الكثير من الناس والمستثمرين إلى شراء الذهب على اعتبار أنه ملاذ آمن، فإن الفضة تعتبر أيضاً واحدة من أهم وسائل التحوط في عالم الاستثمار، نظراً لقدرتها على المحافظة على الأموال على المستوى البعيد.

توقعات بارتفاع السعر

ويقول الرئيس التنفيذي ورئيس الاستثمار في ATA Global Horizons علي حمودي في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إنه في العامين الماضيين تم تداول أسعار الفضة في الأسواق في نطاق متحرك بين 16.50 و29 دولاراً للأونصة، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي قفزت فيه أسعار المعادن الثمينة الأخرى، مثل الذهب والبلاديوم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، تم تداول الفضة بالقرب من نصف مستوياتها القياسية المرتفعة، وذلك بسبب النقص في الطلب على الاستثمار ما أثّر على اتجاه الفضة.

أخبار ذات صلة

خبراء يكشفون عن تحركات الذهب في الفترة المقبلة
ما أفضل الاستثمارات في 2023؟
‏صراع الذهب والبتكوين.. أيهما سيفضل المتداول؟
الذهب الأبيض في خطر.. صناعة الموضة أول الضحايا

من استثمارات التقنيات الخضراء..

ويرى حمودي أن هناك احتمالاً بأن ترتفع أسعار الفضة في عام 2023، متوقعاً أن تكون المؤشرات الرئيسية مثل توقعات التضخم وأسعار الفائدة أكثر هدوءاً، ما قد يمهد الطريق أمام الفضة للوصول إلى هدف 34.70 دولار أميركي للأونصة، مشيراً إلى أن الفضة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من العديد من التقنيات الخضراء التي يستثمر فيها العالم، حيث أن هذا التوجه سيقدم دعماً هيكلياً لسعر الفضة.

الاستثمار في المعادن .. ضمان المستقبل.

 ملاذ آمن

واعتبر حمودي أنه يمكن للفضة أن تكون ملاذاً آمناً كاستثمار، ولذلك يعتبر تضمين نسبة منها في محفظة المستثمر، خطوة مطلوبة من أجل تقليل المخاطر والتقلبات التي قد تحدث في الأسواق.

الحماية المالية

من جهته يقول المحلل المالي والاقتصادي د. محمد أبو الحسن في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الفضة احتفظت بمكانتها كأحد أبرز الأصول المالية على مر العصور نظراً لقدرتها على توفير الحماية المالية وحفظ قيمة الأموال، مشيراً إلى أنه لدى هذا المعدن الذي يعد واحداً من أكبر الملاذات الآمنة الكثير ليقدمه، إلى عالم الصناعة إلى جانب استخدامه في المجوهرات والاستثمار.

احتياطات أكثر بـ17 مرة من الذهب

وبحسب أبو الحسن فإن الطلب على الفضة يرتكز على 3 عناصر أساسية، هي الاستهلاك المرتبط بالمجوهرات والاستثمار المرتبط بالتحوط ويضاف إليهما العنصر الصناعي، حيث تستخدم الفضة في صناعات مثل الإلكترونيات والألواح الشمسية وحتى في الصناعات الدوائية، لافتاً إلى أن احتياطات الفضة في العالم هي أكثر بنحو 17 مرة من احتياطات الذهب ومن هنا يأتي الفارق الكبير بالسعر بين المعدنين.

وشدد أبو الحسن على أن الفضة تعد خياراً استثمارياً يوفر عائداً مقبولاً بشكل مستمر، ويمكن الاعتماد على هذا الخيار في وقت الأزمات الاقتصادية، إذ تتمتع الفضة بميزة مكافحة التضخم، وتملك المرونة والثبات التي تجعلها قادرة على مواجهة الأزمات الاقتصادية والمالية، كما أنه يمكن تسييلها إلى نقود بشكل سهل.