أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع اجراؤها في نوفمبر 2024.

ورغم أنه من المبكر الحديث عن مدى قدرة ترامب على الفوز بولاية جديدة، إلا أن مجرد وجود احتمال بعودة أكثر الرؤساء إثارة للجدل، في سياساته الاقتصادية والتجارية إلى البيت الأبيض، يحتم على الأسواق والشركات التعامل مع الموضوع بجدية.

فعهد ترامب الذي استمر من 2017 وحتى 2021 لم يكن أبداً عهداً عادياً، حيث انسحب من اتفاقيات دولية عديدة، وبدأ حرباً تجارية مع الصين، في حين اتسمت علاقته مع أوروبا بالتذبذب.

ورغم أن ترامب خرج عن المألوف في برنامجه الاقتصادي بالنسبة للسياسة الأميركية، لكن ذلك انعكس إيجاباً على الداخل الأميركي، فشهدت فترة رئاسته نمواً لإجمالي الناتج المحلي، وتراجعت نسبة البطالة إلى أدنى مستوى لها في نصف قرن عند 3.5 بالمئة، ووصل مؤشر داو جونز إلى مستويات قياسية.

أخبار ذات صلة

ماذا تعني سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب الأميركي؟
هل يتخطى ترامب العقبات الست في طريقه للبيت الأبيض عام 2024؟

ويقول وائل مكارم كبير استراتيجيي الأسواق في Exness في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن إعلان ترامب تشرحه للرئاسة لم يكن له وقع قوي على الأسواق التي تركز في الوقت الحالي على التضخم والفائدة ومستقبل السياسة النقدية، التي سيتم اعتمادها من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

وبحسب مكارم فإنه من المبكر والصعب جداً معرفة كيف ستكون حالة الاقتصاد عندما يحين موعد انتخاب رئيس جديد في أميركا في 2024، إلا أنه يمكن البناء على مسيرة دونالد ترامب في البيت الأبيض التي كانت حافلة باللهجة التشددية والدفاعية لمصالح الولايات المتحدة خاصة على حساب الصين.

ووفقاً لمكارم فإن الشركات يهمها أن يكون لديها استقرار ولذلك فإنه وفي حال وصلنا لفترة برئاسة ترامب وكانت فيها تجاذبات مع الصين، فإن الشركات سيفرض عليها وضع خطط أساسية للهروب أو الحد من المخاطر التي يمكن أن تنتجها العلاقات السيئة.

ويكشف مكارم أن المضاربين في سوق الأسهم كانوا مستمتعين برئاسة دونالد ترامب الذي كان قادراً على خلق تقلبات واضحة على الأسواق من خلال تغريداته، مشيراً الى أن المضاربين يحبون هذه التقلبات في حين يعتبرها المستثمرون مخاطر، مذكراً بأن أسواق الأسهم كانت في مسيرة صاعدة خلال عهد ترامب الذي كان يربط هذه الارتفاعات بقرارته السياسية.

من جهته قال الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إنه خلال عهد ترامب شهدت العلاقات التجارية لأميركا نزاعات مع أطراف عدة، فالصين لم تكن فرحة، في حين تم التعامل مع اوروبا بطريقة مهينة، وبناءً على هذه العوامل يمكن القول إن احتمال عودة ترامب سيكون بمثابة عامل سلبي للعلاقات مع هذه الاطراف.

وشدد حبيقة على أن علاقات ترامب السيئة امتدت لتشمل الداخل الاميركي وعلاقته مع رئيس الاحتياطي الفيدرالي، الذي انتقد ترامب سياساته المالية عدة مرات، مشيراً الى أنه مهما كان انتماء الرئيس الأميركي المقبل فإن العلاقات مع الصين لا رجعة فيها.

وبحسب حبيقة فإن الهدف الأميركي الحالي والمستقبلي، هو محاولة تحجيم الامتداد الاقتصادي للصين بشتى الطرق، وهذا الواقع لن يتغير بين رئيس أميركي وآخر، وذلك بسبب التهديد الذي يشكله التقدم الصيني في الأمور الأساسية كالتكنولوجيا والأمور العسكرية.