يسعى الملياردير الأميركي إيلون ماسك الى تحويل موقع تويتر إلى منصة "غير تقليدية" ذات نموذج عمل جديد، تلعب دوراً مؤثراً على الصعيد الإعلامي دون الخضوع لضغط المعلنين.

ولا يقتصر هدف ماسك على جعل تويتر منصة ثورية مؤثرة فقط، فهذا الرجل الذي يملك عقلاً استثمارياً ناجحاً يريد أيضاً تحويل منصة الطائر الأزرق، إلى شركة ناجحة على الصعيد المالي، من خلال تحقيق الأرباح والإيرادات، وهذا ما يُفسر سرعة الإعلان عن تحويل خدمة توثيق الحسابات بالعلامات الزرقاء، إلى خدمة مدفوعة الثمن يمكن الحصول عليها لقاء 8 دولارات شهرياً.

ورغم أن هذا التغيير لم ينل إعجاب كثيرين من مستخدمي تويتر حول العالم، فإن الوضع سيكون مختلفاً في العالم العربي.

أخبار ذات صلة

70 مليار دولار تتبخر من ثروة ماسك منذ قدم عرضا لشراء تويتر
إيلون ماسك يبيع أسهما في "تسلا" بـ4 مليارات دولار
قائمة مغادري "تويتر" من المشاهير تتسع
حظر حسابات في تويتر استُبدلت أسماؤها بإيلون ماسك للسخرية

ويقول هشام زراقط مؤسس شركة The Rocket Marketing للتسويق الرقمي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الخدمة الأولى التي يطلبها الزبون في العالم العربي، هي "توثيق حساباته" بالعلامة الزرقاء وذلك على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي فإن مستخدمي تويتر في العالم العربي سيكونون سعداء من قرار إيلون ماسك، الذي جعل الحصول على العلامة الزرقاء أمراً سهلاً ولقاء 8 دولارات شهرياً.

نموذج عمل جديد

وبحسب زراقط فإن إيلون ماسك ومن خلال تحويله خدمة توثيق الحسابات إلى خدمة مدفوعة، يسعى لخلق نموذج عمل جديد، لا يعتمد فقط على تحقيق الإيرادات من الإعلانات، وذلك كي لا يقع تحت ضغط وشروط المعلنين، مشيراً الى أن هذه الخطوة قد تكون أربكت باقي المنصات مثل فيسبوك وإنستغرام اللذين قد يضطران إلى اعتماد طريقة تويتر ذاتها.

ولفت زراقط، إلى أن خدمة توثيق الحسابات كانت مخصصة في السابق، لمساعدة المستخدمين على التأكد من حسابات المشاهير، إلا أن شوائب عدة اعترضت تطبيقها بشكل صحيح، حيث ترافق ذلك مع عدم وضوح سياسات المنصات، تجاه كيفية حصول المستخدمين على العلامة الزرقاء، مشيراً الى أن ماسك استغل هذه الثغرة فقرر تغيير المفهوم السائد وتبسيط الأمور.

من جهته، يقول المستشار في شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عامر الطبش في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن تويتر من المنصات الشهيرة في العالم العربي، وهي تضم نخبة من الفنانين والمؤثرين والسياسيين، مشيراً إلى أن مبلغ الـ 8 دولارات لن يكون عائقاً أمام المستخدمين العرب، خصوصاً إذا ما تمت مقارنته مع الميزانيات الضخمة التي يخصصها الأفراد والشركات والمشاهير في العالم العربي للتسويق لأنفسهم على منصات السوشيال ميديا.

تثبيت الهوية

ويلفت الطبش إلى أن خدمة توثيق الحسابات على تويتر ليست إلزامية وهي غير ضرورية لجميع الأشخاص، مشيراً إلى أنها موجهة بالأساس للمشاهير والسياسيين والشركات، وبالتالي فقد ارتأى ماسك أن تثبيت هوية هؤلاء ومنع انتحال شخصيتهم ومساعدتهم على الوصول إلى الجماهير بشكل أسهل، أمر يستدعي تحصيل الأموال منهم.

وأكد الطبش أن منصة تويتر تحت إدارة إيلون ماسك ستكون مختلفة، متوقعاً أن يكون للتحسينات التي سيقوم بها الأخير، دور كبير في استعادة المنصة للكثير مما فقدته، خصوصاً أنها تخسر حالياً نحو 4 ملايين دولار كل يوم.