أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، سلطان الجابر، في كلمته الافتتاحية بمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2022" على ضرورة مواجهة تحديات قطاع الطاقة، مشددا على مواصلة العمل بإيجابية وثبات لضمان أمن الطاقة واستدامة إمداداته بأقل قدر من الانبعاثات.

وقال سلطان الجابر إن توجيهات القيادة في الإمارات تتمثل باستمرار تعزيز مكانة الدولة مزودا مسؤولا وموثوقا للطاقة، مضيفا أن "(أديبك) ينعقد في ظل ظروف معقدة يواجهها العالم، حيث لا تزال سلاسل التوريد العالمية هشة، وأصبحت الأوضاع الجيوسياسية أكثر تعقيدا من أي وقت مضى، ويستمر التضخم في الارتفاع، كما أن أسعار الفائدة تزيد تكلفة الاقتراض والاستثمار، مما أدى إلى أن يصبح الاقتصاد العالمي في وضع حرج".

ونوه إلى أن العديد يتساءلون حول إمكانية حدوث ركود اقتصادي، معربا عن قناعته بأنه لا يمكن لأحد إعطاء إجابة واثقة فيها تنبؤات مستقبلية حول هذا الموضوع.

وأشار في كلمته إلى أن "الطاقة هي أولوية قصوى للجميع حاليا"، وأن "مشهد الطاقة العالمي يمر في هذا الوقت باضطرابات غير مسبوقة".

وتابع قائلا: "العالم أصبح مدركا لحقيقة أن تراجع الاستثمارات طويلة الأجل في النفط والغاز قد زاد من التحديات في قطاع الطاقة"، موضحا أن "البيانات والأرقام واضحة، فإذا أوقفنا الاستثمار في الموارد الهيدروكربونية، سنخسر 5 ملايين برميل نفط يوميا كل عام من الإمدادات الحالية، نظرا للانخفاض الطبيعي في الطاقة الإنتاجية. وهذا يجعل من الصدمات التي شهدها قطاع الطاقة هذا العام بسيطة جدا بالمقارنة مع ما سيحصل في حال وقف الاستثمار في النفط والغاز. وإذا كان هناك درس مستفاد من هذا العام، فهو أن أمن الطاقة يمثل ركيزة أساسية للتقدم في شتى المجالات، الاقتصادية، والاجتماعية، وكذلك في العمل المناخي".

أخبار ذات صلة

أبوظبي تبني منشأة لتجميع السيارات الكهربائية في "كيزاد"
"مصدر" تطور مشاريع لتحويل النفايات إلى طاقة في الخليج

وشدد الجابر على أن العالم بحاجة "إلى كل الحلول المتاحة لتأمين احتياجاته من الطاقة، ولا نستطيع الاختيار بين النفط والغاز أو الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، أو الطاقة النووية، أو الهيدروجين، فنحن بحاجة إليها جميعا، بالإضافة إلى الطاقات النظيفة التي سيتم اكتشافها وتطبيقها بعد ضمان جدواها الاقتصادية. الحل هو الجمع بين كل المصادر وليس الاختيار بينها".

ولفت إلى أنه "فيما نمضي نحو المستقبل، ستكون التكنولوجيا إحدى أهم عوامل تمكين قطاع الطاقة".

كذلك أشار الجابر إلى أنه "مع استعداد الإمارات لاستضافة مؤتمر COP28، علينا تركيز جهودنا وتوجيهها نحو مسار جديد وجريء وواقعي يعود بالنفع على كل من البشرية، والمناخ، والاقتصاد".

وفي ختام كلمته، قال الجابر: "نحن بحاجة إلى خفض الانبعاثات وليس وقف معدلات النمو والتقدم، فالعالم يبحث عن حلول للتحديات، ولدينا قناعة راسخة بأن قطاع الطاقة بإمكانه أن يتحدّ في ظل عالم منقسم لإيجاد الحلول المنشودة، لأن من يصنع المستقبل هو من يأخذ بزمام المبادرة ويقوم بالخطوة الأولى. أقدم دعوة مفتوحة إلى كافة شركائنا وأصدقائنا لنقوم بهذه الخطوة معا، والمبادرة نحو صياغة ملامح المستقبل لأن تضافر جهودنا سيقودنا إلى النجاح".

الجابر: تراجع الاستثمارات النفطية فاقم من أزمة الطاقة