ترزح صناعة الطاقة النووية وأسواقها العالمية تحت قبضة روسيا الاتحادية لما تمتلكه من تكنولوجيا حديثة توفر المفاعلات النووية بأقل تكلفة وأكثر فاعلية مع توافر شروط السلامة الكاملة، بحسب خبراء طاقة، أكدوا أن روسيا تسيطر على الصناعة النووية في العالم عبر ذراعها الأقوى في القطاع شركة "روساتوم" أكبر مُصدّر للوقود النووي والمفاعلات في العالم.

وفي ظل أزمة الطاقة التي تعاني منها العديد من الدول حول العالم بشكل عام وأوروبا بشكل خاص، عقب الأزمة الأوكرانية، تدعم "روساتوم" النفوذ الروسي في صناعة الطاقة النووية من خلال تقديم الحلول لمواجهة هذه الأزمة في دول أوروبية وشرق أوسطية.

ويوضح مستشار الطاقة الدولي عامر الشوبكي أن وكالة الطاقة الدولية والاتحاد الأوروبي اعتمدا مؤخراً الطاقة النووية كطاقة نظيفة، باعتبارها ممراً ضرورياً للوصول إلى الحياد الكربوني، مؤكداً أن روسيا تسيطر على الصناعة النووية في العالم، وخاصة شركة "روساتوم" عملاق الصناعة النووية الروسية.

وفي حديثه لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، يشير الشوبكي إلى أن "الاعتماد العالمي على اليورانيوم والوقود النووي كبير، لأن معظم الدول الـ 32 التي تستخدم الطاقة النووية عالمياً تعتمد على روسيا في جزء من سلسلة توريد الوقود النووي الخاصة بها، وروسيا هي أيضاً مصدر لليورانيوم، المكون الرئيسي في الوقود النووي".

وبحسب الشوبكي، "فإن أوروبا تحصل على نحو 20 بالمئة من اليورانيوم من روسيا، وتعتمد الولايات المتحدة الأميركية على روسيا في 16 بالمئة من اليورانيوم، مع 30 بالمئة من اثنين من شركاء موسكو المقربين هما كازاخستان وأوزبكستان، كما أن روسيا تمتلك 40 بالمئة من إجمالي البنية التحتية لتحويل اليورانيوم في العالم عام 2020 و46 بالمئة من إجمالي قدرة تخصيب اليورانيوم في العالم عام 2018، فضلاً عن أن 8 محطات لتوليد الطاقة النووية من أصل 103 في الاتحاد الأوروبي (تمثل 10 بالمئة من إجمالي طاقة الكهرباء النووية في الاتحاد الأوروبي) تعتمد على إمدادات الوقود النووي الروسي.

أخبار ذات صلة

خطوة روسية نحو مستقبل مصر النووي.. 100 عام من الطاقة
هل يعوض الهيدروجين الأخضر المحروقات في تونس؟
إغلاق زابوريجيا.. هل ينهي أسوأ كارثة نووية محتملة؟
الصراع يبلغ أوجه.. روسيا والغرب يصعدان حرب الطاقة

ويلفت مستشار الطاقة الدولي إلى أن "هذه الأرقام تؤكد بصمة شركة (روساتوم) في أعمال المفاعلات العالمية والوقود النووي، وقد يفسر هذا بقاءها بعيدا عن الأضواء خلال الحديث عن العقوبات، ولهذا السبب ما زال الغرب لا يشرّع عقوبات على أكبر شركات روسيا النووية وأهمها (روساتوم) على الرغم من أنها تصنع الأسلحة الكهرومغناطيسية للجيش الروسي والتي تتولى بعض عمليات إسقاط الطائرات المسيرة".

ويضيف الشوبكي: "تمتلك روسيا تكنولوجيا حديثة للمفاعلات النووية تسمى المفاعلات المصغرة، هذه المفاعلات أقل تكلفة وأكثر فاعلية من المفاعلات القديمة وتمتاز بتوفر شروط السلامة الكاملة، ولا تحتاج إلى وجود مسرعات وأجهزة طرد مركزية لاستخلاص اليورانيوم المخصب من اليورانيوم الطبيعي، وبالتالي تتجه الكثير من الدول إلى المفاعلات المصغرة كجزء من الحلول لمواجهة أزمة الطاقة، فهناك مشاريع في السعودية ومصر وتركيا وهنغاريا وغيرها، لكن مع وضع العقوبات قد يتعرقل سير هذه المشاريع في هذه الدول ما يدل على تغلغل صناعة الطاقة النووية الروسية في العالم من الألف إلى الياء".

ويشرح الشوبكي أن "توريد روسيا للوقود النووي على وجه الخصوص لمفاعلات في دول العالم الثالث والدول التي لا تمتلك سلاحا نوويا جنب هذه الدول الدخول في صناعة الوقود النووي الذي قد يسمح بالدخول في صناعة الأسلحة النووية، ولذلك فإن وجود روسيا كمورد منخفض الثمن للوقود النووي إلى هذه الدول يعني تحييدها عن التطلعات للوصول إلى السلاح النووي".

يذكر أن في عام 2021، كان هناك 439 مفاعلاً نووياً قيد التشغيل حول العالم، 38 منها في روسيا، و42 مفاعلاً إضافياً تم تصنيعها باستخدام تكنولوجيا المفاعلات النووية الروسية، و15 مفاعلاً آخر قيد الإنشاء في نهاية عام 2021 تم بناؤها باستخدام التكنولوجيا النووية الروسية.