وسط فرحة مصر بتحقيقها في 2021 أعلى معدل للصادرات الزراعية في تاريخها، تُهدد التقلباتُ المناخية التي تضرب العالم إنتاجَ العام الجديد، ومما أصاب المناخ المصري من هذه التقلبات، زيادة "الشبورة المائية" التي تنشر الأمراض في المحاصيل.

وأعلنت الأرصاد الجوية المصرية أن البلاد تشهد شبورة مائية كثيفة تؤثر على بعض المحاصيل.

وسبق أن أعلنت وزارة الزراعة المصرية أنه، لأول مرة في تاريخها، تتجاوز الصادرات الزراعية 5.6 مليون طن، وهي حصيلة صادرات عام 2021، رغم تداعيات أزمة فيروس كورونا.

وقالت إن من أهم الصادرات الزراعية المصرية: الموالح والبصل والبطاطس والبطاطا وبنجر العلف، والثوم، والفاصوليا، والعنب، والبطيخ، والفراولة، والمانجو.

تفاصيل الشبورة المائية

وبيَّن خبراء في زراعة الخضر والفاكهة لموقع "سكاي نيوز عربية" أن تأثيرات الشبورة المائية التي افتتح بها العام الجديد أيامه قد تطال الموالح والجوافة والمانجو والبطاطس والفراولة وبنجر السكر، واضعين وصفة لتفادي الأضرار.

يقول كرم الدسوقي، مدير عام الإدارة العامة للخضر بوزارة الزراعة، إن "الشبورة المائية" ظاهرة طبيعية، وهي سحب منخفضة من قطرات ماء محمولة بالهواء، ويرجع نزول الشبورة إلى انخفاض درجة الحرارة.

وعن أضرارها، قال إنها تشمل حدوث أمراض فطرية وبكتيرية نتيجة تكثف قطرات الماء على أوراق المحاصيل، ما ينشط مسببات الأمراض الفطرية والبكتيرية.

وتسبب الشبورة الندوة المتأخرة في البطاطا، والعفن الرمادي في ثمار الفراولة، والتبقع السركوسبوري في أوراق بنجر السكر، والتبقع البني في الفول السوداني، والبياض الدقيقي والندوة المتأخرة والتبقع البكتيري في الطماطم، والصدأ الأصفر في القمح، وتبقع الأوراق في النباتات الطبية والعطرية مثل البابونج والشيح، بحسب الدسوقي.

أخبار ذات صلة

رغم تبعات كورونا.. رقم قياسي جديد لصادرات مصر الزراعية
مصر.. سوق الأسمدة السوداء في "مرمى نيران" الحكومة
الأكبر من نوعه.. ما المكاسب التي تجنيها مصر من مشروع توشكى؟
مصر..  المزارعون في مهبّ "الأمطار" ونصائح لتجنبها

أكثر المحاصيل تضررا

وأكثر الأشجار تأثرا، وفق الدكتور عزت شمس خبير إنتاج الفواكه، هي المانجو والجوافة والموالح والموز، حيث ينتشر بسبب "الشبورة" مرض"عفن الصرة"، وهو إفساد المنطقة بين "الكبسولة" منطقة عنق الثمرة واتصالها بالفرع.

وعن الاحتياطات اللازمة في وجود "الشبورة"، نصح عزت المزارعين بتقليم الأشجار وفتح قلبها بإزالة الأفرع المتزاحمة؛ لإدخال الضوء والهواء للحد من نمو الفطريات.

وشدد الدسوقي على أهمية الرش الوقائي ضد أمراض اللفحات واللطعات والتبقعات، على أن يتم الرش بعد تطاير الندى.

وتابع: "كما يجب الاهتمام بتنظيم الري بحيث يتكون على فترات متقاربة وبكميات قليلة، بجانب إضافة 2 كجم سليكات بوتاسيوم + 1 كجم حامض الفوليك مع ماء الري، وإضافة أي مصدر للفوسفور، ويفضل في صورة فوسفات البوتاسيوم أو الماغنسيوم بالتبادل مع الكالسيوم".

ونصح الخبير أيضا برش المحاصيل بمركبات النحاس لتجنب الأمراض الفطرية كاللفحات والتفحمات (رش وقائي)، وإضافة المركبات التي تساعد على امتصاص العناصر مثل حامض الفوليك والفوسفور ونترات الماغنسيوم.

وفي حالة تصويم زراعات المانجو والجوافة قال الدسوقي: "لا بد من الري قبل نزول الشبورة، كما يراعَى عدم تقليم أشجار الفاكهة في وجود الشبورة، حيث تزيد نسبة الإصابة بالأمراض الفطرية نتيجة حدوث الجروح الناتجة عن التقليم".

وبحسب تصريحات صحفية للدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة، فهناك فرق بين الشبورة المائية والضباب، وهو أن مدى الرؤية الأفقية في الضباب تقريبا منعدم.

أما الرؤية في الشبورة فتكون أبعد قليلًا، كما تكون الشبورة المائية أكثر كثافة في حال زيادة الرطوبة مع انخفاض درجة الحرارة وسكون الرياح، تزامنًا مع مرتفع جوي في طبقات الجو العليا.