رغم حالة عدم التيقن السياسي والاضطرابات الاقتصادية في العالم العربي، بدأت شركات شرق أوسطية بالتوسع في أنحاء المنطقة لتنتج سلالة من نوع جديد في دنيا الأعمال وهي الشركات العربية متعددة الجنسيات.

وقال أفشين مولوي مستشار شؤون الشرق الأوسط لدى"أكسفورد أناليتكا" إحدى شركات التحليل والاستشارات العالمية، إن استثمار الشركات العربية عبر الحدود يساعد في تعزيز التكامل بين اقتصادات المنطقة بعد عقود من العزلة النسبية.

وتباشر العوجان للمرطبات، وهي شركة سعودية عائلية، المراحل النهائية من برنامج يتكلف 130 مليون دولارلتحديث وتوسعة منشآتها الإنتاجية الثلاثة في دبي والدمام وطهران.

وقال الرئيس التنفيذي للعوجان قادر قندز إن الشركة تتوقع أن تبني في غضون ثلاثة أو أربعة أعوام مصنعين جديدين أحدهما في العراق والآخر في شمال إفريقيا، وغالبا في مصر رغم المشاكل السياسية والاقتصادية الحالية.

يذكر أن بعض الشركات العربية تستعين بالشركات الغربية متعددة الجنسيات مع توسعها إقليميا.

وفي ديسمبر الماضي، قالت كوكاكولا إنها ستشتري حصة قيمتها 980 مليون دولار في العوجان في استثمار وصفته بالأضخم على الإطلاق لشركة متعددة الجنسيات في قطاع السلع الاستهلاكية بالشرق الأوسط.

وتعطي الصفقة كوكاكولا حصة 50 بالمائة في الكيان المالك لحقوق العلامات التجارية للعوجان و49 بالمائة في شركة التعبئة والتوزيع التابعة للشركة السعودية.

وكانت مجموعة أدوية الحكمة الأردنية أشارت إلى سوق المغرب الآخذ بالنمو عندما أعلنت في أكتوبر الماضي عن صفقة قيمتها 111.2 مليون دولار لشراء 63.9 بالمائة من بروموفارم تاسع أكبر شركة صناعات دوائية في البلاد، مضيفة بأنها ستسعى لاستثمارات محتملة في السودان ومصر ومناطق أخرى.

وأزالت انتفاضات "الربيع العربي" الحواجز في وجه البنوك الأجنبية، حيث تعتزم ليبيا بناء نظام مصرفي حديث بعد عقود من العزلة في حين ترحب الحكومات المنتخبة ديمقراطيا في تونس ودول أخر بشمال إفريقيا بالتمويل الإسلامي بعد أن كانت الأنظمة المستبدة السابقة لا تشجعه لأسباب أيديولوجية.

ويعد بنك أبوظبي الوطني أضخم بنوك الإمارات من حيث القيمة السوقية وهو يتمتع بسيولة وفيرة تسمح له بالتوسع في المنطقة، حيث يطمح البنك هذا العام إلى دخول سوقي العراق ولبنان، واستثمار المزيد بأنشطته القائمة في مصر وسلطنة عمان والأردن والسودان والبحرين، وذلك على النقيص من بنوك أوروبية كثيرة تضطر إلى تقليص حضورها في المنطقة بسبب الضغوط المالية في أسواقها المحلية.

ورغم أن معظم الشركات متعددة الجنسيات البازغة في العالم العربي هي شركات خليجية فإن الشركات الكبيرة في شمال إفريقيا قد تتوسع أيضا عبر الحدود عن طريق اقتناص الفرص التي يتيحها الربيع العربي.

ففي الشهر الماضي، قال قطب صناعة الاتصالات المصري نجيب ساويرس الذي تشمل أعماله الشركة المصرية لخدمات الهاتف المحمول (موبينيل) إنه يدرس دولا مثل ليبيا كهدف لاستثمارات محتملة في المستقبل.