لا يبتسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقريبا، فهو مشهور بملامح الوجه المتجهمة والتعبيرات الجادة معظم الوقت، حتى عندما يحاول الزعماء الآخرون التودد إليه فإنه غالبا يقابل ذلك بملامح أكثر تجهما.

وبحسب أحد المختصين في الشأن الروسي، تحدثت إليه سكاي نيوز عربية في بلفاست، على هامش قمة الثماني، فإن هذه من السمات الشخصية لمدير المخابرات الروسي السابق، ولاعب الجودو المخضرم، رجل لا تظهر ملامح وجهه كثيرا ما يعتمل في نفسه، سواء عند الغضب أو حتى عند الانتصار.

بوتين حافظ على التعبيرات الجامدة خلال زيارته إلى بريطانيا، وسواء خلال لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن، أو لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في بلفاست، كان محافظا على الملامح الصارمة نفسها، حتى عندما كان رفيقاه يحاولان التبسط او المزاح لكسبه الى صفهم او حتى اقناعه بموقفهم.

ومع ذلك ابتسم بوتين، نعم لأول مرة دلت تعبيرات وجهه على سعادة، وعلت ثغره لأول مرة ابتسامة انتصار، لم يكن ذلك مجاملة لرئيس أو تحية لزعيم، بل ببساطة لأنه انتصر في بلفاست، وغير المواقف المتشددة التي كانت تعتزم الدول السبع اتخاذها لموقف وصف بأنه فقط تكرار للمواقف السابقة.

الدول السبع الأخرى كانت تطمع في إقناع موسكو بمواقفها، لكن موسكو هي من أقنعتهم بها، فالحديث عن استخدام القوات الحكومية التابعة للرئيس بشار الأسد للكيماوي، تحول من تأكيد كامل من واشنطن ولندن إلى المطالبة بتحقيق من قبل الأمم المتحدة، أما الحديث عن تسليح المعارضة فتراجع أمام حديث بوتين عن معارضة متطرفة تأكل أعضاء أعدائها، حسب تعبيره.

موسكو إذا انتصرت في بلفاست، وعادت الدول الغربية إلى المربع الأول مجددا، مربع الحديث عن جنيف ٢، وجهود المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ومكافحة الإرهاب.

فما هي خيارات المعارضة الأخرى إذا؟ بعد أن بدا أن رهانها على التدخل العسكري الخارجي بات مستحيلا، أو على الأقل بات بعيد المنال، هل تبقى المعارضة على موقفها الرافض لجنيف ٢؟ وماذا يحدث لو سقطت حلب مجددا في يد القوات الحكومية؟

الأنظار الآن تتجه مجددا إلى جنيف، والحل الذي يسعى إليه الإبراهيمي، فهل ينجح ونرى منه ابتسامة مثل ابتسامة بوتين في بلفاست؟