كان من الطبيعي بعد قرار مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس أن يصيب العلاقات الأميركية مع المنطقة بعض الجمود أو البرود، فالقرار أصاب منطقة خطره في الوجدان العربي والفلسطيني وحتى الدولي، وأميركا كسرت قواعد كبرى بانحيازها غير العادي لمصالح كيان الاحتلال.

لكن كل تداعيات القرار الأميركي لم تتجاوز حقيقه كبرى، وهي أن واشنطن ترتبط بعلاقات ومصالح وملفات كبرى مع العرب، وأن هذه العلاقات والارتباطات لا يمكن تجاوزها، لهذا لم يكن جزءا من خطاب أي طرف رسمي أو حتى جماهيري بمقاطعة أميركا لأن الجميع يدركون أن هذا ليس أمرا ممكنا.

فأعلى سقف كان قرار السلطة الفلسطينيه بعدم العودة للمفاوضات ،والبحث عن راع جديد لعملية السلام وعدم استقبال نائب الرئيس الأميركي في حينه، لكن في داخل الجميع قناعة أن العلاقة مع أميركا من معطيات الواقع الذي لا يمكن تجاوزها.

أميركا ستعود مره أخرى لتسخين علاقتها بالإقليم وقضاياه ولهذا كانت جولة نائب الرئيس الأميركي في المنطقه في الثلث الأخير من هذا الشهر وزيارته مصر والأردن وإسرائيل،أما جدول الأعمال فعلى رأسه محاربة الإرهاب،لكن الملف الفلسطيني من أهم ما سيتم بحثه، والأطراف العربية تحاول أن تدفع الإداره الأميركية لتبني عمليه سلام حقيقية، وربما تريد استغلال الأجواء التي تركها القرار الأميركي لتحسين شروط العمليه المنتظرة.

طبعا هنالك الطرف الإسرائيلي الذي زاده القرار الأميركي عنجهية، ولهذا قام بتبني عدة قرارات عدوانية لكن الطرف العربي والفلسطيني يعلم أنه لاخيار إلا انجاز عملية سلام ولا غنى عن الدور الأميركي فإسرائيل لن تفتح الباب لرعاية غير الرعاية  الأميركية.

أميركا عادت إلى المنطقة، لكن جزءا من معادلة علاقاتها مع الدول والرأي العام العربي ستبقى تحت تأثير القرار العدواني بنقل السفارة والمساهمه بتهويد القدس.