تعيش إيران على وقع غليان داخلي سببته الاحتجاجات داخل البلاد، وتهديدات خارجية من إسرائيل والولايات المتحدة بفتح النار مجددا بسبب برنامجها النووي وتصنيعها للصواريخ الباليستية، فيما يشير مسؤولون إيرانيون إلى إمكانية شن هجوم استباقي ضد إسرائيل لـ"ضرب عصفورين بحجر واحد" وحل المشكلة العسكرية والاقتصادية.

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الأيام الماضية، إيران برد قاس إذا أعادت برنامجها الصاروخي والنووي، فيما تنتظر إسرائيل الضوء الأخضر من واشنطن للتحرك مجددا.

فيما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقش مع الرئيس الأميركي إمكانية تنفيذ جولة ثانية من الهجمات على إيران خلال العام 2026.

من جهتها، أدانت إيران التهديدات الأميركية بشن حرب ضدها، وقال وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إن التهديد باستخدام القوة ضد دول أخرى هو انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة ويتعين إدانته.

وداخليا تعيش إيران على وقع تظاهرات شعبية ضد غلاء المعيشة، فيما حذر المدعي العام الإيراني من أن القضاء سيصد بشكل حاسم التظاهرات التي سيتم استغلالها من أجل زعزعة الاستقرار وتدمير الأملاك العامة أو تنفيذ السيناريوهات المعدة في الخارج، على حد تعبيره.

وفي هذا السياق، قال مدير مركز الجيل الجديد للإعلام من طهران، محمد غروي، إن التهديدات الإسرائيلية بفتح جولة حرب جديدة ضد إيران تطرح تساؤلات حول نجاح حرب يونيو، "فما حاجة الإسرائيليين إلى ضربات جديدة؟ هذا يدل على أن الحرب الأولى كانت فاشلة".

أخبار ذات صلة

نتنياهو يبحث مع ترامب خيار "جولة ثانية" من الضربات ضد إيران
تظاهرات إيران تتوسع إلى 10 جامعات.. والموساد يدخل على الخط

وأوضح في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" أن "الإسرائيليين يستطيعون ويملكون القدرة على ضرب إيران، لكن تبعات القصف وما بعده تجعلهم يفكرون ألف مرة قبل بدء أي "عدوان" جديد".

وأكد أن "الجواب الإيراني كان واضحا خلال اليومين الماضيين، سواء على لسان مسؤولين أمنيين وعسكريين أو على لسان الرتب السياسية في إيران، إذ كانت لهجة التهديدات عالية المستوى، والإسرائيليون بأنفسهم يتابعون بدقة ما يفعله الإيرانيون على المستوى الأرضي، سواء من ناحية الاستعداد لحرب جديدة أو ردهم المحتمل".

وأبرز أن الإيرانيين يرون أن مشكلتهم الأساسية تكمن في إسرائيل والولايات المتحدة اللتين تحاصران طهران بالعقوبات "الظالمة"، مشيرا إلى أن مسؤولين إيرانيين يرون أن باستطاعتهم شن هجوم استباقي ضد تل أبيب لأن الحرب ستشن في النهاية.

وجوابا على سؤال احتمال شن إيران لهجوم استباقي على تل أبيب في ظل الغليان الداخلي الذي تعيشه البلاد، أكد المتحدث أن بعض المسؤولين يرون أن "هجوما استباقيا على إسرائيل سيمكن ضرب عصفورين بحجر واحد وحل المشكلة الاقتصادية والعسكرية"، وإجبار الولايات المتحدة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وفق شروط جديدة مقبولة للجانب الإيراني عكس الشروط الحالية.