يبدو أن معركة الاستخبارات لتحديد أهداف الهجوم أوكراني المضاد في جبهة الجنوب بدأت بالفعل، بعد أن أسقطت قوات الدفاع الجوي الروسية، مساء الخميس، طائرة مسيرة في منطقة ساكي بشبه جزيرة القرم، بالتزامن مع اشتعال الأجواء بين موسكو وواشنطن بعد إسقاط المسيرة الأميركية في البحر الأسود.

نشاط استخباراتي مكثف تدعمة واشنطن خلال الأيام الماضية يعيد للأذهان ما حدث قبل أسابيع من استهداف الأسطول الروسي ومحيط جزيرة القرم أكتوبر الماضي، بحسب خبير عسكري تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية"، ويرى خبير سياسي أن الصراع على حطام سيكشف كل شيء، فهل اقترب الهجوم الأوكراني المضاد بالفعل؟

أدوات واشنطن

اتهامات وتحذيرات متبادلة بين موسكو وواشنطن بعد حادث المسيرة، وهنا يقول الأكاديمي الروسي في جامعة "الصداقة بين الشعوب" بموسكو، ديميتري بريجع، إن حطام المسيرة MQ-9 التي سقطت في البحر الأسود سيكشف المعلومات التي التقطتها تلك المسيرة في تلك المنطقة القريبة من شبة جزيرة القرم والتي تعد أرض روسية.

وأوضح ديميتري بريجع، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الحادث يكشف أيضا أن هناك ثغرات أمنية من جانب موسكو في تلك المنطقة يمكن استغلالها من قبل أوكرانيا أو أجهزة المخابرات الغربية، متوقعا أن تنشط عمليات التجسس خلال الفترة القادمة في تلك المنطقة بخلاف الأقمار الاصطناعية أيضا.

وأضاف أن إسقاط المسيرة الأميركية في المياه التي تقول أنها دولية وتراها موسكو أنها مياهها الخاصة، هدفها إرسال رسالة من كلا الطرفين، الجانب الأميركي يريد إظهار قدرته على التواجد قرب حدود موسكو، والجانب الروسي رسالته أن الصدام سيكون رد مباشر.

على الجانب الأوكراني قالت كييف إن الحادث يُظهر أن موسكو مستعدة "لتوسيع نطاق الصراع" لجر دول أخرى؛ وكتب أوليكسي دانيلوف أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني على تويتر أن روسيا تزيد المخاطر، لأنها تواجه "حالة الهزيمة الاستراتيجية" في أوكرانيا.

بعد ليلة مرعبة ليبيا تعلن العثور على اليورانيوم المفقود

أخبار ذات صلة

بعد حادث المسيرة.. "مكافأة خاصة" للطياريْن الروسييْن
خلال يوم واحد.. روسيا تتحدث عن خسائر "فادحة" لأوكرانيا

التجهيز للهجوم للمضاد

يُعد حادث إسقاط المسيرة الأميركية هو الحادث الأكثر خطورة بين موسكو وواشنطن منذ اندلاع حرب أوكرانيا، في السياق يقول ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، أن النشاط الاستخباراتي المكثف في تلك المنطقة يؤكد أن كييف تسعى لشن الهجوم المضاد من محر الجنوب بالفعل.

وأشار ألكسندر أرتاماتوف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى ما حدث من هجمات إرهابية في العمق الروسي على حد وصفه في أكتوبر الماضي، حيث نجحت القوات الأوكرانية في استهداف جسر كيرتش الرابط بين البر الروسي وشبه جزيرة القرم، وخلقت تلك العملية تحولًا كبيرًا في الحرب بعد إثبات كييف قدرتها على استهداف العمق الروسي.

الحادث الذي وصفته موسكو بالإرهابي سبقه موجة كبيرة من عمليات التجسس، بحسب المحلل العسكري الروس، حيث اعتمدت كييف في هذا الهجوم آنذاك على معلومات استخباراتية من واشنطن والغرب عن طريق المسيرات والأقمار الاصطناعية مما ساعد كييف في تحقيق هدفها وإلحاق خسائر بالفعل كبيرة لموسكو بعد هذا الهجوم.

وأوضح ألكسندر أرتاماتوف، أن المعلومات الاستخباراتية عن طريق مسيرات التجسس الأميركية اسخدمتها كييف أيضًا في استعادة جزيرة الثعبان الاستراتيجية في شمال غرب البحر الأسود، والتي انسحبت منها موسكو في يونيو الماضي، بعد أن تعرضت الجزيرة لهجمات من جميع الاتجاهات من الجو والبحر.

وتمكنت موسكو مساء الخميس من العثور على الطائرة المسيرة التي سقطت في البحر الأسود، وقالت صحيفة "فوربوست"، نقلا عن مصدر في وزارة الدفاع، إنه "تم العثور على الطائرة بدون طيار في قاع البحر الأسود، على بعد 60 كيلومترًا من مدينة سيفاستوبول إحدى مدن القرم".