كشفت معلومات ذُكرت في كتاب جديد ينشر الثلاثاء المقبل، دور رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي في اتخاذ إجراءات تعرقل أي مساع للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لشن حرب على الصين قبل انتهاء فترة رئاسته.

وجاء في الكتاب الذي يحمل اسم "بيريل" أو "خطر"، الذي ألفه الصحفيان بوب وودورد وروبرت كوستا، أن ميلي اتصل سرا بنظيره الصيني تشو تشنغ، ليعلمه أن "الولايات المتحدة لا تنوي توجيه ضربة عسكرية لبلاده"، بعد أن رصدت الاستخبارات الأميركية استنفارا عسكريا صينيا في ذلك الوقت.

وأشار الكتاب الذي نشرت شبكة "سي إن إن" وصحيفة "واشنطن بوست" الأميركيتان مقتطفات منه، أن ميلي اتصل بنظيره الصيني مرتين، الأولى في 30 أكتوبر والثانية في 8 يناير، بعد يومين اقتحام مبنى الكابيتول من جانب أنصار ترامب.

وأكد ميلي لنظيره الصيني أن بلده "مستقرة وكل الأمور ستسير بشكل جيد".

أخبار ذات صلة

بعد "الاتصال السري" للجنرال الأميركي بالصين.. بايدن يرد
ليس بسبب أفغانستان.. أصوات تنادي بإقالة قائد الجيش الأميركي

ويستند الكتاب إلى أكثر من 200 مقابلة مع مشاركين وشهود عيان من دون ذكر أسمائهم، خلال الفترة الأخيرة من حكم الرئيس السابق.

"المجنون"

كما استعرض الكتاب نص المحادثة الهاتفية التي أجرتها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي مع ميلي عقب اقتحام الكونغرس، التي تدعوه فيها لاتخاذ إجراءات لحماية الأسلحة النووية، وتؤكد خشيتها من أن يستخدمها ترامب، وقالت لميلي: "أنت تعلم أنه مجنون. لقد كان مجنونا لفترة طويلة"، ورد ميلي بأنه يتفق معها في كل شيء ذكرته.

وبعد هذا الاتصال، قرر ميلي أن يتخذ إجراءات سرية، وطلب من كبار المسؤولين العسكريين عدم تلقي أي أوامر من أي شخص ما لم يكن هو نفسه مرتبطا بالأمر، بما في ذلك إطلاق أسلحة نووية، كما عبر عن قلقه من أن يتحول ترامب إلى "مارق".

ووفقا للكتاب، فإن هذه الإجراءات التي اتخذها ميلي جاءت لأنه "كان متأكدا من أن ترامب دخل في تدهور عقلي خطير بعد الانتخابات".

ثم تحدث ميلي مع مدير وكالة الأمن الوطني بول ناكاسون، ومديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبيل، وطلب منهما "الانتباه الشديد ومراقبة كل ما يجري"، بسبب خشيته من أن يقوم ترامب بعمل غير متوقع.

هل ستستطيع منصة ترامب الجديدة منافسة فيسبوك وتويتر؟

فقد ذكر الكتاب، أن ميلي اكتشف أن الرئيس السابق وقع على أمر بسحب كل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول 15 يناير 2021 قبل أيام من انتهاء ولايته، من دون أن يعلم ميلي بذلك.

"خذوا احتياطاتكم"

وشعر ميلي بأنه "لا يمكن للجيش الأميركي الثقة بترامب أو السيطرة عليه"، ورأى أن "دوره في تلك الفترة اتخاذ كل الاحتياطات الضرورية".

ويذكر المؤلفان أن مسؤولين كبارا في الأمن الوطني كانوا يخشون احتمال أن يثير ترامب صراعا محليا أو خارجيا، لتشتيت الانتباه عن خسارته الانتخابات.

فعندما رفض ترامب الاعتراف بهزيمته أمام جو بايدن، حذرت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبيل آنذاك الجنرال ميلي، من أن البلاد في "الطريق إلى انقلاب يميني". وقالت له: "كل ما يجري جنون. إنه يتصرف مثل طفل في السادسة من عمره يعاني من نوبة غضب. هذا وضع خطير للغاية"، وحذرت من أن يقدم ترامب على شن هجوم عسكري على إيران، وفقا لما جاء في الكتاب.