مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، المقررة في يوم الجمعة القادم، تجمع مختلف القراءات والتحليلات داخل إيران وخارجها، على أنها كعادة الانتخابات السابقة في هذا البلد، ستتم في إطار حلقة النظام المغلقة، وأن لا تعددية فيها ولا مصداقية لها.

ويرى مراقبون للمشهد الانتخابي الإيراني، أن التقسيم التقليدي بين (صقور / حمائم)، و(إصلاحيين معتدلين / محافظين متشددين)، إنما هو "بروباغاندا" من النظام لتصوير الأمر كما وأنه ثمة منافسة حقيقية بالفعل، وتعدد في وجهات النظر والمقاربات في صفوف قادة الطبقة السياسية الحاكمة.

أكراد إيران

ومع رجحان كفة فوز المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي، بحسب المراقبين، كي يكون خلفا للرئيس "الإصلاحي" حسن روحاني، يبدي الأكراد في إيران وهم من أكبر المكونات القومية في البلاد، حيث تصل نسبتهم إلى ما فوق 12 مليون نسمة، محرومون من حقوقهم القومية والديمقراطية، شأنهم شأن مختلف الشعوب الإيرانية، عدم اكتراث بهذه الانتخابات، معلنين مقاطعتها كونها مجرد مسرحية، وأبطالها هم من ضمن المندرجين في بنية نظام الملالي المستبد.

وفي هذا السياق يقول عمر ايلخاني زاده، وهو الأمين العام لعصبة كادحي كردستان (كومله) في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية": "هذه الانتخابات كسابقاتها غير ديمقراطية ومعلبة النتائج، لكن اختلافها هذه المرة يكمن في أنه حتى داخل هياكل السلطة ومراكز قواها، ثمة انقسامات عميقة وحادة. وحسب معطياتنا ومعلوماتنا الموثوقة من الداخل في عموم إيران ستكون هناك مقاطعة واسعة لها، ما يعني أن النظام في وضع لا يحسد عليه".

أخبار ذات صلة

إيران.. إقصاء سياسي يطال أبناء الطوائف والأقليات الدينية

 

أخبار ذات صلة

ما تبعات فوز "مرشح المرشد" في الانتخابات الإيرانية القادمة؟

وتابع: "هذه المرة تم إقصاء الإصلاحيين وشطبهم تماما من المشهد الانتخابي، والأزمة حادة وعلى أشدها بين تيارات النظام وأقطابه، وداخل معسكر المحافظين، بل وحتى على صعيد معقل النظام في مدينة قم، حيث قمة هرم النظام الدينية. ثمة انقسامات وتوترات عالية، فحلقة السلطة الضيقة تضيق أكثر فأكثر بما قد يقود لانفراط عقدها، ما يشي بعمق الأزمة الوجودية التي تجتاح هذا النظام الديكتاتوري الآيل للانهيار".

وبيّن زاده أنه "بالنسبة لنا كأكراد إيرانيين، فنحن منذ البداية لم نكن قط جزءا من مسرحيات الانتخابات في نظام إيران، وقد أعلنا مع ثلاثة أحزاب حليفة لنا ضمن مركز تنسيق أحزاب كردستان إيران، والتي تشكل أبرز أحزاب المعارضة الكردية الإيرانية مقاطعتنا لها، كما تواصلنا مع قسم كبير من قوى المعارضة الإيرانية غير الكردية، لتنسيق المواقف بصدد المقاطعة للانتخابات، وموقفنا موحد كمعارضة إيرانية في رفض هذه الانتخابات الهزلية".

وأوضح زاده الذي يعد من أبرز الزعماء الأكراد في كردستان إيران ويقيم مدينة في السليمانية بإقليم كردستان العراق: "نسب المشاركة كما أسلفت ستكون ضئيلة أكثر من أية انتخابات سابقة، كون الناس قد سئموا تماما من هذا العبث، وهم في وضع مزر خاصة على الصعيد الاقتصادي".

إيران.. الحملات الرئاسية تركز على القضايا الاقتصادية

 

إيران.. النظام السياسي يتسم بتشعب سلطات اتخاذ القرار

وعن توقعاتهم لنتيجة هذه الانتخابات قال زاده:"نتوقع أن من سيتولى الرئاسة بعد هذه الانتخابات الشكلية واحد من اثنين، فإما إبراهيم رئيسي أو سعيد جليلي، وكلاهما يعتبران مرشحي المرشد نفسه".

واسترسل الزعيم الكردي الإيراني قائلا: "غالبية شعبنا الكردي في كردستان إيران، ستقاطع بطبيعة الحال هذه الانتخابات كما في المرات السابقة، فمثلا في آخر انتخابات رئاسية وبحسب إحصاءات السلطات الإيرانية نفسها، والتي قالت إن نسبة المشاركة في المناطق الكردية بإيران كانت 40 في المئة، ورغم أن هذه النسبة متدنية، إلا أنها مع ذلك مفبركة ومبالغ بها، كون المقاطعة الكردية للانتخابات أكبر من ذلك بكثير".

ويسود اعتقاد لدى الخبراء في الشؤون الإيرانية، أن نتيجة هذه الانتخابات المحسومة تقريبا للمعسكر المحافظ داخل النظام، ستكون لها تداعيات كارثية على إيران والإيرانيين، الذين يعانون الأمرين في ظل تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، بفعل سياسات نظام المرشد الاستبدادية والقامعة للحريات داخليا، والمصدرة والراعية للإرهاب خارجيا.