وسط تصاعد كبير في الدعوات لوقف الحرب، تجمع المئات من اللاجئين السودانين في العاصمة الأوغندية كمبالا، مساء الأحد، للاستماع لثلاث من قمم الفن الرسالي الداعي للسلام، مرددين أغاني وأشعار شكلت هزيمة كبيرة لضاربي طبول الحرب عبر أغاني تمحورت كلماتها حول تأييد صوت الرصاص من خلال ترديد "تاح تاح نحسم بالسلاح".

وتاتي الفعالية التي شاركت فيها الفنانة نانسي عجاج إلى جانب الشاعر أزهري محمد علي والمسرحي محمد تروس، في ظل انتقادات حادة لتوجهات بعض الفنانين الداعمين لخط الحرب.

ووجدت الأغنيات التي رددتها نانسي عجاج وأبو بكر سيد أحمد والتي تبنت مشروعا رساليا حمل هموم الإنسان السوداني في ظل الحرب الحالية، تفاعلا كبيرا من الجمهور.

وتاتي الفعالية التي نظمتها قوى مدنية داعية لوقف الحرب، في وقت تشهد فيه الساحة السودانية ميلا كبيرا نحو الفن الداعي للسلام، مع تحول فيع بعض الفنانين إلى أداة دعاية سياسية.

ويشدد النقاد على أن السودان الذي يغرق في حرب دموية منذ أبريل 2023، يحتاج إلى فن يعيد الأمل، لا فن يبرر القتل.

وفي هذا السياق، يقول الكاتب الصحفي فايز السليك لموقع سكاي نيوز عربية: "الفن كقوى ناعمة يلعب دورا كبيرا في التغلغل في الوجدان وتبقى أزمتة طويلة تمتد قروننا عندما تموت كتير من الكلمات المباشرة".

أخبار ذات صلة

السودان.. القوى المدنية تطالب بتصنيف الإخوان جماعة إرهابية
لندن.. تظاهرة سودانية أمام مقر الحكومة تدعو لوقف الحرب

 وتصف استشارية الطب النفسي مواهب عبد المنعم أغاني السلام التي ترددها نانسي كعلاج: "لإعادة الصواب لداعمي الحرب والموسوسون بتحقيق انتصارات"، على حساب دماء السودانيين.

وفي المقابل، انتقد عبد المنعم الشعور الذي يفرح بالحرب ويروج لها من خلال الأغاني وتصفه بالهوس النفسي، وتقول "غالبا تكون لدى داعمي الحرب انفعالات نفسية تمنحهم شعور بالسعادة والعظمة وبأهمية الذات برغم اعوجاج ما يفعلون مع الواقع".

ويشير البرلماني مهدي داود إلى التناقض الكبير بين الفن الداعي للسلام والأصوات التي تغني للحرب، ويقول: الفنان الحقيقي الذي يمثل صوت الضمير الإنساني في لحظات الأزمات الكبرى هو الذي يرفع راية الجمال في وجه القبح".

ويضيف "منذ فجر التاريخ، وقف الفن ضد الحروب، ففي أميريكا، غنّت المغنية جون بايز ضد حربٍ فيتنام و اعتبرتها جريمة في حق الإنسانية، وغنّى بوب ديلان لتسأل الأجيال: كم من القتلى يكفي قبل أن يدرك الإنسان أنه يسير نحو الهاوية".

ويوضح "الذين يغنون للسلام والحرية لا للجيوش، يشكلون الحزب الجامع المتجاوز للإثنيات والعرقيات، انطلاق من حقيقة أن الفنان ليس جنديًا في ثكنة، بل ضمير أمة ينبض حين تصطرع البنادق".