منحت السفارة الفرنسية في القاهرة السوبرانو المصرية نيفين علوبة، وسام الفنون والآداب بدرجة "فارس"، تقديراً لما قدمته من جهود مميزة في المشهد الموسيقي المصري.

يأتي التكريم نظراً لما قدمته نيفين علوبة على مدار عقود في العديد من جوانب المشهد الثقافي.

ويُمنح الوسام الفرنسي عادة إلى شخصيات نابغة قدّمت إبداعات في المجالين الفني والأدبي، أو ساهمت في ازدهار الفنون والآداب في فرنسا والعالم.

وتحكي "السوبرانو" المصرية لموقع "سكاي نيوز عربية" عن فوزها بوسام الفنون والآداب الفرنسي قائلة: "شعرت بالفخر والامتنان لتكريمي ومنحي لقب فارس، وتقدير الجهود التي قمت بها في حياتي الفنية، سواءً على المستوى الغنائي أو التدريس أو الاهتمام بالمواهب الشابة وفتح الطريق أمامهم".

أخبار ذات صلة

سوبرانو مصرية تتربع على عرش الموسيقى الكلاسيكية في ألمانيا

وتعتبر أستاذة الصوت في الجامعة الأميركية بالقاهرة أول سوبرانو مصرية تغني على خشبة المسرح الكبير عند افتتاح دار الأوبرا المصرية الجديدة عام 1988

وروت كواليس غنائها في افتتاح الأوبرا قائلة: "دكتورة رتيبة الحفني كانت أول مديرة لدار الأوبرا المصرية عام 1988، وكانت تعرف مسيرتي ودراستي في ألمانيا، تحدثت معي حول افتتاح الأوبرا وأننا كشباب لابد وأن نكون جزءً منها، وبالفعل حضرت إلى مصر لمدة شهر كامل للبروفات والغناء في الافتتاح".

سافرت "علوبة" إلى ألمانيا لدراسة الغناء الأوبرالي، وتعلّمت على يد أحد الأساتذة الكبار هناك وهو Entesyn، وهو ما أثر في شخصيتها من حيث المواعيد المنضبطة والمذاكرة الجيدة: "استفدت من تلك الفترة، كنا نعمل لفترة طويلة على مدار اليوم ونجتهد كثيراً، ونغني ونتعلم، وهو ما علّمته لتلاميذي بعد ذلك وأثّر على شخصيتهم وقاد عدد منهم للنجاح".

وترى "علوبة" أن معظم الملحنين المميزين اتجهوا إلى الموسيقى التصويرية، لذلك أصبح المسرح الموسيقي فارغاً، بخلاف التجارب التي خرجت خلال العقدين الأخيرين والتي كانت تنتهي بسرعة، وانصراف المنتجين عن المسرح لزيادة تكلفته، وهو ما أثر على المشهد الموسيقي المصري.
 
من هي نيفين علوبة؟

  • بدأت مسيرتها الفنية في سن السابعة، وتعلّمت العزف على البيانو بجانب الغناء.
  • التحقت بمعهد الكونسرفتوار، حيث درست الفن والغناء الأوبرالي، وتخرجت من قسم البيانو.
  • حصلت على درجة الدكتوراه في الأوبرا والتربية الصوتية من هانوفر.
  • قامت بأدوار رئيسية في عروض أوبرا في هانوفر، وديتمولد، وإيسن، وهامبورغ، وبرلين، وفيينا، وباريس، ولندن، وروما، ودبلن، وعمان، والقاهرة، والإسكندرية.
  • أسّست في عام 2011 فرقة "فابريكا" التي تهدف إلى تطوير المشهد الفني المصري المعاصر والإنتاج الثقافي.
  • تُركّز "فابريكا" على المسرح الموسيقي في مصر، من خلال تقديم برامج تدريبية، وإمكانيات أداء، والتواصل مع المجتمع.

وقامت السوبرانو المصرية التي قدّمت العديد من الأعمال الأوبرالية من بينهم "الخديوي" و"زواج فيجارو" و"غادة الكاميليا" بإنشاء فرقة "فابريكا" لإيمانها التام بأن مصر مليئة بالمواهب الكبيرة، ولابد من وجود كيان يساعدهم ويوفر لهم مساحة من الغناء والفن المختلف.

وأكدت "علوبة" في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية": "عندما عرفنا الجمهور، طالب عدد منهم تعلم الغناء، فقمنا بإنشاء أكاديمية لهم، وعاد عدد من المميزين من أكثر من دولة، ويقومون الآن بتعليم الشباب فنون الغناء والموسيقى، لكي يتم تخريج مغني شامل".

سوبرانو مصرية تتربع على عرش الموسيقى الكلاسيكية في ألمانيا

 وتابعت الحاصلة مؤخراً على وسام الفنون والآداب بدرجة "فارس":

  • هناك عشرات المغنيين والمميزين تخرجوا من الأكاديمية، ومنهم من سافر إلى الخارج ويتم الاعتماد عليه هناك في الأحداث الكبرى.
  • مثّلت في عدد من المسرحيات، وتعلمت كثيراً من الفنانة سميحة أيوب، والفنان محمود ياسين اللذان اعتبرهما رمزاً للكرم والجدية والانضباط.
  • عُرض علي تقديم دور سيدة الغناء المصري والعربي أم كلثوم، ولكن الأمر كان بمثابة مسؤولية كبيرة، حيث أنها تقدم لون شرقي وأنا اللون الذي أقدمه مختلف تماماً.

واختارت السوبرانو المصرية تقديم عدداً من الرسائل:

  • لوزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، أنتي صديقة عزيزة، وننتظر منك الكثير، وأتمنى أن تستطيعين حل المشكلات القديمة المتوارثة عبر السنوات الماضية، وحقيقة الشباب يحتاجونك منك المساندة.
  • للفنانين الجادين في مصر، لابد وأن تؤمنوا برسالتكم، لأن دوركم كبير، ولا تنجرفوا إلى السوق الذي يحاول توصيلكم للكسب الكثير دون تقديم فن جاد وحقيقي.
  • للتلاميذ الجدد، تدرّبوا جيداً، فالجدية والعمل الكثير هما مفتاح الوصول لتحقيق الأحلام.
  • لأولادي، أتمنى أن تحققا حلمكما وتكونا سعداء في حياتكما، سواء في مجال تحسين الإنتاج الحيواني الذي اختاره الأول وأصبح عالماً فيه، أو في مجال العزف الذي اختاره الثاني وحصل على أعلى شهادة فيه من سويسرا.
  • حلمي أن تكبر الأكاديمية وتصبح ملتقى لكل الباحثين عن تعلّم الفنون، وأن نرفع اسم مصر عالياً، وأن أظل أراقب التلاميذ وأساعدهم وأنصحهم.
فايا يونان.. التحليق بجناحي الفن والوطن