"إنها أرض السلام تبعث برسائل المحبة للعالم".. بهذا علَّق الإعلامي مفيد فوزي بصوته في الفيلم الوثائقي القصير "التجلي"، الذي يقول صانعوه إنه يرصد روح المكان الكامنة في المقدسات الدينية والمعالم الطبيعية لمنطقة "سانت كاترين" بشبه جزيرة سيناء المصرية.

ويأتي الفيلم ضمن مشروعات سياحية واقتصادية كبيرة تنفذها حاليًا الحكومة المصرية في تلك المنطقة التي تحظى بقدسية فائقة عند أتباع الديانات السماوية الثلاث؛ لارتباطها بقصة تجلَّي الله للنبي موسى على الجبل في جنوب سيناء.

ووفق الفنان تامر عبد المنعم، مدير قصر السينما التابع لوزارة الثقافة، فإن فيلم "التجلي" يتحدث عن التآخي وتلاقي الأديان السماوية، وتم تصويره في مجمع الأديان بمدينة سانت كاترين ودير القديسة كاترين وكنيسة التجلي وجبل موسى والشجرة المعلقة ومسجد الدير وجبل البنات ومتحف الدير؛ أي شمل أبرز الأماكن الدينية هناك. 

وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الفيلم صنعه شباب من المشاركين في مبادرة "ابدأ حلمك.. السينما بين يديك"، التي أطلقتها الوزارة وخصصت لها معسكرًا سينمائيًا أقيم في سانت كاترين، وسيتم عرضه بقصر السينما، بحضور لفيف من نجوم الفن ورواد الفن السابع. 

رصد الروح

وبتعبير المخرج فخر الدين نجيدة، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، فالفيلم هو نقل لملامح الطبيعة ومشاهدها برؤية لا تعتمد على وصف المكان وعرض عناصره فقط، ولكن يرافق ذلك تعليق صوتي جذاب ينقل روح هذه المعالم للمشاهد.

وأكد أنه أشرف على الإخراج، لكن "لم أتدخل إطلاقًا في عمل المخرج الشاب عبد الله مرسي الذي رشحته من بين عدد كبير من المتدربين، وكنت واثقا بقدراته".

وضم فريق عمل فيلم "التجلّي" كاتب السيناريو علاء فرغلي، والتصوير لعبد الرحمن محمد ومونتاج أحمد سرحان، وإخراج عبد الله مرسي، وموسيقى وألحان محمد سامي، وتوزيع حاتم نصر، ومصحح لغوي عاطف عبد الحميد ماضي.

أما مخرج الفيلم عبد الله مرسي فاعتبر أن فيلم "التجلّي" هو "رسالة عظيمة للإنسانية تؤكد أن أرض سيناء تلاقت فيها الأديان الثلاثة، ويحمل العمل معنى التعايش والتسامح وقبول الآخر، وينطلق الفيلم من فكرة تجلي الله لموسى في جبل موسى بسانت كاترين"، وفق ما قاله لـ"سكاي نيوز عربية".

المشروع الكبير

وفي الوقت نفسه، تستعد مصر للانتهاء من مشروع "التجلّي الأعظم" السياحي والعمراني الكبير الذي تقيمه في سانت كاترين، وذلك بحلول منتصف 2022، وفق تصريحات صحفية لمسؤولي وزارة الإسكان.

ويهدف المشروع لجعل المنطقة "مزارًا روحانيًا" على الجبال المحيطة بالوادي المقدس، ويشمل إقامة فنادق مميزة تناسب البيئة وبازارات لبيع منتجات الحرف اليدوية، وتطوير دير سانت كاترين، وترميم كنائس، مثل كنيستي إسطفانوس ويوحنا، وتطوير منطقة الدير وطرق وادي حبران الذي يعتقد البعض أن النبي موسى عبره، إضافة لإنشاء تلفريك للوصول إلى جبل موسى.