تواجه بعض السيّدات تحديات جمّة في الإنجاب، بسبب تأخر سن الزواج عموماً، أو بسبب الضغوط الاقتصاديّة، أو ربما نتيجة ظروف صحية كالإصابة بالسرطان أو غيره من الأمراض المزمنة، التي تنذر المرأة باحتمال فقدان شعور الأمومة.

وتلجأ بعض الشابات للاحتفاظ بالبويضات وتجميدها لوقت لاحق كيلا تحرم من شعور الأمومة، والإقبال على هذه التقنية يزداد بشكل لافت ربما بسبب حملات التوعية التي تعنى بتحديد السن الأفضل للخصوبة ووجود تقنيات تجميد البويضات للمرأة تفاديا لعقم ناتج عن التقدم في السن أو لتعرضها للعلاج الكيميائي في حال إصابتها بالسرطان.

تقول الشابة اللبنانية سامية، 35 عاما لموقع "سكاي نيوز عربية": "أصبت بسرطان الثدي قبل أشهر، قصدت مستشفى جبل لبنان لهذه الغاية، قراري بتجميد البويضات لم يكن سهلاً بتاتاً، حتّى أن عائلتي عارضته في البداية، ولكنّني أصرّيت على هذه الخطوة لأنّني أتقدّم بالسنّ، وقد اكتشفت إصابتي بسرطان الثدي، وبالتالي، فإن العلاج الكيميائي الذي سوف أتلقاه قد يُنقذ حياتي من المرض، ولكنّه على الأرجح سيحرمني من الأمومة التي أحلم بها".

أخبار ذات صلة

أزمة كورونا وتجميد البويضات.. أرقام تكشف رابطا خفيا
عمرها 17 شهرا فقط.. طفلة بريطانية تجري عملية لأجل "الإنجاب"

تقنية تجميد البويضات

في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قالت مديرة مختبر أطفال الأنابيب ومستشارة العقم في مركز عازوري الطبي، الدكتورة جيسيكا عازوري:

  • تتشابه عملية تجميد البويضات في إجراءاتها مع عملية التخصيب المجهري، لكن بدلا من تخصيب البويضة وإعادة زرعها في الرحم، تُجمّد بتقنية معينة تعرف ب "liquid nitrogen" ويمكن الاحتفاظ بها لعقدين أو ثلاثة أو أكثر.
  • نسبة السيّدات اللواتي أصبحن على علم بتقنية التجميد ارتفعت كثيراً في السنوات الماضية في لبنان ففي مستشفى جبل لبنان وحده نقوم بهذا النوع من العمليات التي تطلب دقائق قليلة تحت تأثير البنج الموضعي، لنحو 200 سيّدة سنوياً.
  • الطلب على إجراء هذه التقنية يزداد أكثر فأكثر هذا العام ربما بسبب زيادة نسبة المصابات بالسرطان.
  • تُعتبر هذه العملية في لبنان الأقل كلفة دولياً على الرغم من أنّنا نستعمل أحدث التقنيات، ما يجعل لبنان يحتل الصدارة في هذا الشأن، ولا تحتاج السيّدة إلى المبيت في المستشفى وتحمّل نفقات إضافيّة.
  • هذا النوع من العمليات متوفر في لبنان منذ 10 سنوات، لكننا نشهد مؤخراً زيادة ملحوظة في عدد النساء اللواتي يلجأن إلى هذه التقنية ربما بسبب الأزمة وتأثيرها على تأخر الزواج والظروف الاقتصادية السائدة أو بسبب حملات التوعية المنتشرة من قبل مراكز التجميد الصحية على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • تتطلب العملية كاملة مع التحضير لها مدة 12 يوماً يتخللها 3 زيارات إلى المركز التي تتم فيه العملية.
  • أن كلفة العملية في لبنان تتراوح ما بين 2000 و 3000 دولار أميركي.

يمكن لأي امرأة أن تختار الاحتفاظ ببويضاتها، لكن ثمة فئات تُنصح بضرورة إجراء هذه العملية وهي بحسب عازوري:

  • من يعانين من أمراض وراثية أو أمراض في الدم من شأنها التأثير على عدد وجودة البويضات، أو تسبب العقم.
  • المصابات بالسرطان اللواتي يخضعن للعلاج الكيميائي، إذ يمكن لهذا النوع من العلاج التسبب في الإصابة بالعقم لذا ينصح بعملية التجميد قبل التعرض لأي علاج كيميائي.
  • النساء اللواتي يعانين من ضعف بمخزون المبيض حتى لو لم يتخط عمرهن 30 عاماً.
  • النساء اللواتي يؤجلن الزواج ابتداء من عمر 32 عاماً إذا لم تجد بعد الشريك المناسب لها أو لا تنوي الإنجاب السريع لظرف ما.

أخبار ذات صلة

تجميد البويضات.. معدل نجاح مخيب للآمال
إجراء طبي جديد يؤخر "سن اليأس" 20 عاما

كيف تتم العملية؟

قالت عازوري إن" تجميد البويضات يتم على مرحلتين وتتم عملية تحفيز البويضة على الشكل التالي:

  • يتضمن تحفيز الإباضة العلاج بإبر الهورمونات يومياً لمدة تتراوح بين 8 و 10 أيام ثم تسحب البويضات و تجمد .
  • العملية ليست مؤلمة، وتتم عبر تخدير موضعي، من دون جراحة وتستغرق بضع دقائق ثم يتم التجميد في مراكز أطفال الأنابيب التي تمتلك التقنيات اللازمة وبنك التجميد .

نسبة النجاح

وختمت حديثها بالقول لا تشكل البويضات المجمدة ضمانة للحمل في المستقبل ولكنها تزيد من حظوظه بنسبة مرتفعة، أما نسبة نجاح الحمل فتصل إلى 70 بالمئة في حال جمدت البويضات بعمر 32 عاما.