خلصت أكبر دراسة من نوعها استهدفت "الجنيوم العربي" إلى أن الجزيرة العربية كانت الوجهة الأولى للإنسان الحديث الخارج من قارة إفريقيا.

وقال موقع "لايف سيناس" العلمي، الأربعاء، إن هذة الدراسة تسلط الضوء للمرة الأولى على كيفية تمدد الإنسان في شتى أرجاء العالم.

ونشرت الدراسة في دورية Nature Communications العلمية، الثلاثاء.

وذكرت الدراسة أن شبه الجزيرة العربية التي تضم حاليا السعودية والإمارات وعُمان وقطر والبحرين والكويت كانت تشكل على الدوام مفترق طرق رئيسي بين إفريقيا وأوروبا وآسيا.

وتظهر نتائج الدراسة التي فحصت الآثار والحفريات والحمض النووي أن الشرق الأوسط وشعوبه يمكن أن تكشف المزيد عن خروج الإنسان الحديث من إفريقيا نحو بقية أنحاء العالم.

ولم تحظ جنيات العرب بدراسة وافية، كما يقول الموقع العلمي، وهو ما يفسر النتائج الجديدة التي توصلت إليها الدراسة.

وفي الدراسة الجديدة، فحص الباحثون الحمض النووي لـ6218 شخصا بالغا في المنطقة، وجرت مقارتنها مع النتائج الخاصة بآخرين في مناطق أخرى بالعالم، بالإضافة إلى الحمض النووي الخاص بقدامى البشر الذين عاشوا في إفريقيا وآسيا وأوروبا.

وقال المؤلف الرئيسي في الدراسة، يونس مقرب، إن هذه أول دراسة واسعة النطاق على السكان العرب.

عادل محمود.. مصري أنقذ الملايين من البشر

 

وخلص العلماء المشاركون في الدراسة إلى أن المجموعات البشرية التي سكنت الجزيرة العربية ساهمت مساهمة وراثية كبيرة في مجتمعات أوروبا وجنوب آسيا وحتى أميركا الجنوبية.

ويرجع ذلك، إلى ظهور الإسلام وانتشاره في أرجاء العالم منذ أكثر من 1400 عام، وتزاوج أشخاص من هناك مع سكان من مناطق مختلفة حول العالم.

وقال مقرب إن الجزيرة العربية كانت هي حجر الزاوية في الهجرات المبكرة الخارجة من إفريقيا

وأضاف أنه كان ينظر إلى السكان العرب على أنهم ينحدرون من الأوروبيين.

أخبار ذات صلة

الصين تختبر 200 ألف عينة دم في ووهان.. عن أي شيء تبحث؟
"الإنسان التنين".. جمجمة قد تعيد كتابة قصة التطور البشري

وبعد أن غادر البشر المعاصرون إفريقيا، تزاوجو مع سلالات بشرية انقرض بعضها، مثل نياندرتال ودينيسوفان الذين غادر أسلاف لهم إفريقيا قبل وقت طويل ووجدت آثار لهم في آسيا وإفريقيا.

وأوضح مقرب "أن الجداول الزمنية التي تم اكتشافها في دراستنا عن العرب تفسر سبب ندرة الحمض النووي لإنسان نياندرتال في السكان العرب منه في المجموعات السكانية التي اختلطت لاحقا مع أشباه البشر القدامى ".

وعلاوة على ذلك، بعد مقارنة الجينوم البشري الحديث بالقديم، اكتشف العلماء أن مجموعة فريدة من العرب في شبه الجزيرة قد تكون الأقدم بين جميع مجموعات الشرق الأوسط الحديثة.

وقال الباحثون إن أعضاء هذه المجموعة قد يكونون أقرب الأقارب لأوائل المزارعين والصيادين وجامعي الثمار المعروفين الذين احتلوا الشرق الأوسط القديم.

ولفتوا إلى وجود انقسامات في الجماعات السكانية العربية منذ 12000 إلى 20000 عام، وقال الباحثون إن هذا يتزامن مع الطريقة التي أصبحت بها شبه الجزيرة العربية أكثر جفافا، حيث انتقلت بعض المجموعات إلى مناطق أكثر خصوبة.