في ظل مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين ومطالبات بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، يقدم إيان بيرلين، الطالب اليهودي بجامعة ييل، منظورًا فريدًا عن تجربته ومشاركته في هذه الفعاليات التي تحمل بُعدًا أخلاقيًا وروحيًا عميقًا من وجهة نظره.
التضامن الروحي
في مقدمة مقاله الذي نُشر على شبكة سي إن إن الأميركية، يصف بيرلين تجربته الروحية وسط الاحتجاجات: "في الأسبوع الماضي، جلست في جامعة ييل وأنا أقود حوالي 50 من زملائي في الفصل على أنغام نيجونيم - وهي ألحان صامتة من التقليد الحسيدي اليهودي."
ويشير بيرلين إلى أن هذه التجربة لم تكن مقصورة على اليهود فقط، مما يعكس روح التضامن العابرة للأديان والثقافات.
النشاط الطلابي ودعوات للسلام
تحت راية "احتلوا بينيكي"، وهي مجموعة من الطلاب اليهود المناضلين من أجل وقف إطلاق النار في غزة، يبرز بيرلين كيف استطاعت هذه المظاهرات أن تجمع بين الطلاب من مختلف الخلفيات: "لقد تجمعنا في اعتصام لمدة أسبوع لمطالبة الجامعة بسحب جزء من تمويلها لصناعة الأسلحة التي قد تستخدمها إسرائيل في حربها ضد حماس."
التحديات ومواجهة معاداة السامية
يتطرق بيرلين إلى الزيادة المقلقة في معاداة السامية، مشيرًا إلى أن "هناك ارتفاع صادم ومزعج في معاداة السامية خلال الأشهر القليلة الماضية." ويضيف: "أنا لا أنكر... إلا أنه من المحبط للغاية أن يتم تطبيق نفس الإطار المتعب – الناشطين المؤيدين لفلسطين المفترضين المعادين للسامية والذين يقفون ضد الناشطين اليهود المؤيدين لإسرائيل."
تعزيز التفاهم والتضامن
وأوضح بيرلين كيف سعت المجموعات الطلابية إلى دمج الأصوات اليهودية في نقاشاتها وتعديل لغتها لتكون شاملة ومراعية لمشاعر الجميع: "كجزء من العمل الصعب المتمثل في بناء بيئة احتجاج تعددية، استمع الائتلاف إلى الأصوات اليهودية... ووافق في النهاية على عدم قيادة هتافات مثل، 'هناك حل واحد فقط – الانتفاضة'، الأمر الذي جعل بعض الطلاب اليهود يشعرون بعدم الأمان."
ويُنهي بيرلين مقاله برسالة قوية عن دور اليهود في هذه الاحتجاجات، مؤكدًا على أن المشاركة في المطالبة بوقف العنف تعكس القيم اليهودية الأساسية: "في الواقع، إن يهود جامعة ييل الذين يطالبون بوقف إطلاق النار موجودون بسبب - وليس على الرغم من - قيمنا اليهودية."