دعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، السبت، مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار دولي تحت الفصل السابع بشأن "الانقلاب الحوثي" في اليمن، بينما خلفت اشتباكات بين الحوثيين ومسلحي القبائل في منطقة جبلية بجنوب البلاد 26 قتيلا.
ودعم الوزراء "السلطة الشرعية" في اليمن، خلال اجتماع استثنائي في الرياض ودانوا استمرار احتجاز الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح من قبل الحوثيين، مع رفضهم ما يسمى "الإعلان الدستوري" ومحاولات فرض الحوثين الأمر الواقع بالقوة.
وفي بيان صدر عقب الاجتماع، طالب الوزراء الحوثيين بوقف استخدام القوة، والانسحاب من كافة المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن، وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، والانخراط في العملية السياسية.
وأعلن مجلس التعاون أنه "في حال عدم التوصل إلى اتفاق فسوف تتخذ دول المجلس الإجراءات التي تمكنها من الحفاظ على مصالحها الحيوية في أمن واستقرار اليمن، ومساعدة الشعب للخروج من هذه الأحداث الخطيرة".
إلى ذلك قال مسؤولو أمن ومصادر قبلية لرويترز إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين المقاتلين الحوثيين وأفراد قبائل تقاتل إلى جانب القاعدة في محافظة البيضاء الجنوبية الجبلية، مما أدى إلى مقتل 16 من الحوثيين إلى جانب 10 من أفراد القبائل والمتشددين.
وتواجه مؤسسات الدولة شبح الانهيار بعد أسبوعين من استيلاء الحوثيين رسميا على السلطة في البلاد وتوغلهم العسكري جنوبا.
تظاهرات مستمرة
وتظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين في عدد من المدن ضد حكم الحوثيين، وهذا ثاني يوم من الاحتجاجات على مستوى البلاد ضد جماعة الحوثيين في أقل من أسبوع بعد أن حلت الحركة البرلمان هذا الشهر الأمر الذي أدى إلى انهيار الوضع الأمني ودفع دولا عربية وغربية إلى إغلاق بعثاتها الدبلوماسية هناك.
وقال مسعفون إن مسلحين حوثيين أطلقوا النار على متظاهرين في مدينة إب في وسط البلاد مما أدى إلى إصابة 4 أشخاص.
وأشار نشطاء إلى أنهم غضبوا لوفاة صالح البشيري، السبت، الذي قالوا إن مسلحين احتجزوه أثناء فضهم احتجاجا مناهضا للحوثيين في صنعاء قبل أسبوعين ثم سلموه لمستشفى وعلى جسده آثار تعذيب، الخميس.
ويغرق اليمن في أزمة سياسية وأمنية منذ فرض الحوثيون سيطرتهم تدريجيا على البلاد، بدءا من بسط نفوذهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي، كما وضعوا هادي تحت الإقامة الجبرية، بعد استقالته مع رئيس حكومته بحاح.
ويعيش اليمن عزلة دبلوماسية تتسع يوما بعد يوم، إذ تسحب دول عربية وغربية بعثاتها الدبلوماسية منه تباعا لأسباب أمنية، مع تعثر المفاوضات السياسية بين الفرقاء ووصولها إلى طريق مسدود.