تثير الدعوة التي وجهت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أجل إلقاء كلمة أمام الكونغرس بشأن إيران، الكثير من ردود الفعل في واشنطن، وزادت من حدة الانقسام السياسي بين الديمقراطيين والجمهوريين، مع استبعاد تأثيرها على العلاقات الأميركية الإسرائيلية.
فقد أعلن مسؤول أميركي الجمعة أن نائب الرئيس جو بايدن سيغيب عن الخطاب المقرر أن يلقيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أمام الكونغرس الأميركي منتصف مارس المقبل.
وقال المسؤول الأميركي باقتضاب "إن نائب الرئيس سيكون في زيارة في الخارج".
ويعتبر نائب الرئيس في الولايات المتحدة حسب الدستور رئيساً لمجلس الشيوخ وهو تقليدياً يحضر اجتماعات الكونغرس بمجلسيه ممثلاً مجلس الشيوخ.
وكان الجمهوريون دعوا نتانياهو إلى إلقاء الخطاب من دون إبلاغ البيت الأبيض الذي لم يخف امتعاضه من الخطوة، كما أعلن أن أوباما لن يستقبل نتانياهو عندما يزور واشنطن للقاء الزعماء الجمهوريين في الكونغرس، ما عده مراقبون مؤشرا عن تراجع العلاقات بينهما.
كذلك قالت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إن الخطاب المزمع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الكونغرس الأميركي في مارس المقبل قد يضر بمساعي إدارة الرئيس باراك أوباما للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
ومن النادر أن يغيب بايدن عن جلسات الكونغرس خلال قيام قادة أجانب بإلقاء كلمات أمام النواب الأميركيين.
ومنذ عام 2009 ألقى 9 قادة أجانب كلمات أمام الكونغرس لم يغب بايدن سوى عن جلسة واحدة منها.
والبيت الأبيض الذي أعرب عن انزعاجه من هذه الدعوة، قال إن الدعوة الموجهة لنتانياهو تشكل خرقاً للبروتوكول الدبلوماسي المعتاد.
ورداً على سؤال حول احتمال مقاطعة نواب ديموقراطيين لخطاب نتانياهو، اكتفى المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست بالقول "الرئيس يعتقد أن القرار يعود لكل نائب على حدة".
وتأتي زيارة نتانياهو متزامنة مع مواجهة حادة بين أوباما والجمهوريين في الكونغرس حول الملف النووي الإيراني، فهناك عدد كبير من النواب الأميركيين يؤيدون تشديد العقوبات على طهران حتى قبل انتهاء المفاوضات معها حول ملفها النووي.
إلا أن أوباما أعلن بشكل واضح أنه سيستخدم حقه بالفيتو في حال وجود نية لفرض عقوبات جديدة على إيران.
والمعلوم أن نتانياهو يؤيد بشدة زيادة العقوبات على إيران.