من قصص الحرب شمالي مالي، قصة شابين قامت حركة التوحيد والجهاد، وهي أحد التنظيمات المتحالفة مع تنظيم القاعدة، بقطع أيديهما بعد اتهامهما بارتكاب جريمة سرقة، من دون أن يمثلا أمام محكمة،ويعاني الشابان من مضاعفات صحية ونفسية، بعدما فقدا وظيفتيهما.
ويبيع هذين الشابين اليوم على قارعة الطريق السجائر والبنزين لأصحاب الدراجات، شأنهم شأن آلاف من شباب العاصمة باماكو. لكن خلفهما حكاية تختزل جزءا من الصراع الدائر شمالي البلاد.
اتهما بالسرقة تحت حكم الشرطة الإسلامية في مدينة غاوو، وحكم عليهما بحد السرقة، وهو قطع اليد، ونفذ هذا الحكم من دون محاكمة.
ويروي سليمان تراوري حكايته بمرارة "اتهمت بسرقة أسلحة، وقضيت في السجن ستة أشهر، وفي يوم من الأيام طلبت لتنفيذ الحد..قيدوني وفقدت الوعي أثناء عملية قطع اليد لأن السكين لم تكن حادة، وعملية القطع لم تكن بضربة واحدة، بل تم جز أطرافي وفقدت الوعي.
وتعرف هذان الشابان على بعضهما لاحقا في المستشفى، وشاء القدر أن يكونا ضحيتين لشخص واحد قام بقطع أيديهما، لكن قصصهما مختلفة.
فلمختار توري حكاية أخرى، لكن بنفس المرارة ونفس المصير ، فيخبر قائلا "ينتمي أخي إلى جماعة التوحيد والجهاد.. أعطاني سلاحا لأنضم إلى الجماعة، فأردت التخلص من السلاح وأخبرتهم أنه ضاع مني.. اتهموني بالسرقة وخيانة الأمانة وأقامو علي الحد".
ولم يكن هذا وحده ما أثر على مصير هذين الشابين، فمعاناتهما لم تقف عند هذا الحد لأن تداعيات ما حل بهما كانت ويلات من نوع آخر، فما أن عرفت قصتهما حتى وصما باللصوصية في نظر المجتمع وأصبحت ذمتهما محل تشكيك.
وفي المقابل يحاول مهدي سيسي رئيس جمعية صرخة قلب تقديم الدعم لهؤلاء، ومحاولة تأمين الدعم الإنساني لعائلاتهم. وفي المحصلة قوبلت هذه المحاكمات بموجة استنكار عالمية لغياب شروط الشفافية في محاكمة المتهمين.