قتل 7 أشخاص وأصيب 460 آخرون في مدينة بورسعيد المصرية، الأحد، في اشتباكات بين قوات الأمن المصرية وآلاف المحتجين، وذلك خلال تشييع جثامين أكثر من 30 شخصا، قتلوا بالمدينة أمس.
ومن بين القتلى شاب يبلغ من العمر 18 عاما قضى إثر إصابته بالرصاص في الصدر في الاشتباكات، بينما أصيب 416 شخصا باستنشاق الغاز المسيل للدموع، وجرح 17 شخصا جراء إصابتهم بأعيرة نارية.
وكان مراسل "سكاي نيوز عربية" أفاد باندلاع اشتباكات بين قوات الأمن ومشيعين في شوارع بورسعيد، حيث سمع دوي إطلاق نار خلال التشييع، في حين اشتعلت النيران بنادي الشرطة في المدينة.
كما ردد المشيعون هتافات مناوئة للرئيس المصري، محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، حسب مراسلنا.
وكانت اشتباكات اندلعت، السبت، بعد صدور حكم بالإعدام بحق 21 من المتورطين في أحداث استاد بورسعيد والتي أودت بحياة أكثر من سبعين شخصا.
وفي سياق متصل، أفاد مراسلنا في السويس بأن المدينة تسودها حالة من الهدوء الحذر بعد ليلة من أعمال الشغب واقتحام أقسام الشرطة. وقد بدأت قوات الجيش في التجوال في شوارع المدينة لطمأنة الأهالي.
وكانت قوات الجيش الثاني قد انتشرت في شوارع السويس بعد خروج قوات الشرطة منها عقتب اشتباكات مع متظاهرين أوقعت 8 قتلى.
وقال قائد الجيش الثالث الميداني اللواء أسامة عسكر إن الجيش المصري يبحث فرض حظر للتجول في مدينة السويس لاستعادة الأمن وحفظ الممتلكات العامة والخاصة.
وكان بيان أصدره مجلس الدفاع الوطني المصري بعد اجتماع، السبت، برئاسة الرئيس محمد مرسي أشار إلى احتمال فرض حظر التجول، أو إعلان حالة الطوارئ في بعض مناطق البلاد التي تشهد اضطرابات.
وقال البيان الذي تلاه وزير الإعلام صلاح عبد المقصود على شاشات التلفزيون: "يؤكد المجلس على قيام جميع مؤسسات الدولة باتخاذكافة التدابير... بما يحفظ المنشآت والأهداف الحيوية بما في ذلك إمكانية إعلان حظر التجول أو حالة الطوارئ في بعض المناطق".
وصرح مساعد وزير الداخلية للعلاقات العامة والإعلام اللواء أسامة إسماعيل أن المعلومات المتوفرة لدى الوزارة تؤكد وجود سيارات تحمل أسلحة ثقيلة تجوب شوارع بورسعيد.
وقال شهود عيان ومصادر أمنية إن الشرطة انسحبت السبت من مدينة السويس شرقي القاهرة، بعد اشتباكات عنيفة مع محتجين وإن اشتباكات وقعت أيضا بين محتجين والشرطة في القاهرة ومدينة الإسكندرية الساحلية ومدينة المنيا في جنوب البلاد في اليوم الثاني من الاحتجاجات ضد الرئيس محمد مرسي.
قال الشهود إن المحتجين اقتحموا قسم شرطة السويس وقسم شرطة فيصل في مدينة السويس بعد اشتباكات مع الشرطة وأشعلوا فيهما النار بعد نهب محتوياتهما.
وقال الشهود أن مقتحمي قسم شرطة السويس قاموا بإطلاق سراح السجناء واستولوا على أسلحة تركها رجال الشرطة الذين انسحبوا من المبنى ومن بينها بنادق آلية.
وفي الاشتباكات التي دارت بين المحتجين والشرطة قبل اقتحام القسم استخدم المحتجون قنابل المولوتوف وكرات اللهب والحجارة بينما استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع.
وقالت شاهدة عيان إن المحتجين أشعلوا النار في قسم الشرطة بعد نهب محتوياته. وقبل اقتحام القسم اشتعلت النار في مبنى الدفاع المدني (الإطفاء) المجاور لقسم الشرطة خلال التراشق بقنابل المولوتوف وكرات اللهب.
وقال شهود العيان إن محتجين هاجموا قسم شرطة الأربعين بالمدينة بعد أن انسحبت القوات منه آخذة معها الأسلحة. وأضافوا أن الشرطة أخلت أيضا مبنى مديرية الأمن في السويس وقسم شرطة فيصل الذي أشعل محتجون النار فيه.
وقال شاهد إن المحتجين استولوا على دراجات نارية خاصة بشرطة المرور بعد اقتحام مبناها.
وفي القاهرة اشتبك مئات النشطاء مع الشرطة على أطراف ميدان التحرير وقرب مبنى وزارة الداخلية لساعات اليوم. ورشق النشطاء الشرطة بالحجارة وردت عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وقطع المحتجون طريق كورنيش النيل قرب التحرير الذي يشهد اعتصاما منذ نوفمبر تشرين الثاني احتجاجا على ما يقول سياسيون ومحللون إنها "أخونة" للدولة.
وفي مدينة الإسكندرية قطع مئات المتظاهرين طريق الكورنيش في منطقتي محطة الرمل وسيدي جابر ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين ومجهولين بمنطقة كوم الدكة بجوار المجلس الشعبي المحلي للمحافظة الذي استهدفه ألوف المتظاهرين أمس لكن الشرطة تمكنت من حمايته.
ونظمت احتجاجات مماثلة ضد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها في مدينتي المنيا وأسيوط جنوبي القاهرة ومدينة دمياط على ساحل البحر المتوسط ومدينة الإسماعيلية على قناة السويس.