رغم كثرة الملفات التي تحملها حقيبة وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته إلى لندن، إلا أن هذا السياسي المخضرم سيركز بشكل أكبر على ملف المفاوضات النهائية بشأن الملف النووي الإيراني في فيينا.
وبحسب كيري فإن هذا الأسبوع هو أسبوع الحسم في هذه المحادثات، ورغم ذلك فقد رفض كيري قطعيا إطلاق أي تكهنات مكتفيا بتكرار مطالبته لإيران بالتعاون بشكل أكبر لكي تثبت للعالم أن برنامجها النووي مخصص بالكامل للأغراض السلمية.
وقد أكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند على نفس الأمر، خاصة ما يتعلق برفض إبرام اتفاق هش مع طهران، إذ أوضح أن رغبة لندن في التوصل مع طهران لا تعني القبول بأي صفقة، مشددا على ضرورة أن تبدي إيران مرونة أكبر خلال المحادثات.
مطالب الغرب خلال محادثات فيينا التي لم يبق من عمرها سوى بضعة أيام هي بالتحديد ضمانات على أن منشآتها النووية لن تستخدم لتصنيع القنبلة النووي،ة وهو أمر يصبح التيقن منه شديد الصعوبة في ظل تعدد المنشآت النووية وانتشارها وغياب الدور الفعال للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إيران.. والملف العراقي
وبحسب مسؤول أميركي فإن تعاون إيران مع الوكالة ليس على المستوى المطلوب ما يضيف صعوبات إضافية لمحادثات فيينا.
ويقول الخبير في مكافحة الإرهاب أوليفر غويتا في حديث مع سكاي نيوز عربية إنه حتى لو كانت الولايات المتحدة تقول إن ما يحدث في العراق حيث تتعاون مع إيران ضد داعش لن يؤثر على المحادثات فإن هذا يبدو غير منطقي.
ويشدد على أنه إذا كانت واشنطن تتعاون مع طرف ما في معركة وتريد دعمه فيجب أن تقدم مقابلا لذلك التعاون، لهذا يرى غويتا أن نبرة الحوار قد تغيرت بين واشنطن وطهران منذ اشتعال الأحداث في العراق قبل بضعة أشهر.
لكنه أشار أيضا إلى أن الولايات المتحدة في موقف لا تحسد عليه إذ تتهم بأنها تتحالف مع الشيعة ضد السنة ومع إيران ضد العرب بل وتنفذ غارات جوية لخدمة الميلشيات الشيعية في العراق.
وربما لنفي هذا يجتمع كيري أيضا خلال زيارته للندن مع وزراء خارجية الإمارات ومصر وعمان ليناقش معهم سلسلة من القضايا خاصة الحرب ضد تنظيم داعش وملف إيران النووي،علما بأن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي عاد لتوه من زيارة إلى طهران حيث يبدو أن هناك دورا عمانيا بشأن محادثات الملف النووي.
وكما قال كيري فإن كل الاحتمالات تبقى مطروحة 24 نوفمبر الموعد النهائي للمحادثات وهي الاحتمالات التي لن تخرج عن واحد من ثلاثة: انهيار كامل أو اتفاق نهائي أو تمديد آخر للمحادثات، وكلها احتمالات يبحثها كيري في جولته الأوروبية التي بدأها من لندن ويبحث أيضا أساليب التحرك في حال حدوث أي منها.