تواصلت المساعي الدبلوماسية في مصر، الخميس، من أجل هدنة لوقف إطلاق النار في غزة، حيث زار القاهرة وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، وعاد إليها مجدداً وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
فقد طالب هاموند حركة حماس بقبول "وقف إطلاق نار إنساني" دون شروط، لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد أن خلف أكثر من 750 قتيلا.
وجاءت تصريحات هاموند في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة بعد لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي عرضت حكومته مبادرة للتهدئة لوقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ 17 يوما.
من جانبه، قال شكري إن "المبادرة المصرية ما زالت هي المبادرة المطروحة على الساحة لوقف إطلاق النار".
وأضاف شكري أنه "نظرا لتزايد أعداد الضحايا من المدنيين لا بد من وقف إطلاق النار لحماية المدنيين لإتاحة الفرصة لمفاوضات تؤدي لمناخ مناسب للشعب الفلسطيني في غزة وفي الأراضي الفلسطينية بصفة عامة".
اتصالات مكثفة
من جانبه، تحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري هاتفيا مع نظيريه في قطر وتركيا، في إطار الجهود التي تبذل للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة.
وفي عمان، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعاهل الأردني الملك عبدالله واستعرض الموقف حيال تطورات الأوضاع في قطاع غزة، بصورة نتائج لقاءاته مع قادة دول المنطقة التي زارها مؤخرا لبحث سبل وقف العدوان.
وأشار مراسلنا في رام الله أن الزيارة إلى الأردن كانت مفاجئة وبناء على طلب العاهل الأردني حيث أقلت طائرة عسكرية أردنية الرئيس عباس من مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله.
بدوره، وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نداء "جديدا إلى كل الأطراف من أجل احترام التزاماتهم بموجب القوانين الإنسانية الدولية، واحترام حياة المدنيين، وحصانة مقرات الأمم المتحدة والتزاماتهم حيال العاملين في المجال الإنساني".
وأضاف بان الذي يقوم بوساطة من أجل وقف إطلاق النار في غزة، أن الهجوم على المدرسة "يؤكد ضرورة السعي إلى وقف المجازر والسعي إلى وقفها منذ الآن".
وأكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الأربعاء، رفضه وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة قبل رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات.
تهدئة محتملة
وبتشجيع من واشنطن، تسعى مصر للتوسط من أجل التوصل لوقف محدود لإطلاق النار لأغراض إنسانية. وتشارك تركيا وقطر أيضا في المساعي الدبلوماسية.
وقال مسؤول في القاهرة، الأربعاء، إن الهدنة قد تسري بحلول مطلع الأسبوع تزامنا مع عيد الفطر الذي قد يحل الاثنين أو الثلاثاء.
لكن مسؤولا أميركيا قال إن من غير المرجح التوصل لأي هدنة بحلول مطلع الأسبوع، كما أكد على هذا الرأي وزير في الحكومة المصغرة الإسرائيلية المعنية بشؤون الأمن.
وأضاف أن الجيش يحتاج لما بين أسبوع وأسبوعين ليكمل مهمة هدم الانفاق التي تستغلها حماس لشن هجمات عبر الحدود.
وقال الوزير جلعاد أردان لراديو إسرائيل "إذا كان الحديث عن هدنة إنسانية لغرض -لا أحب قول هذا- إزالة الجثث فإن كل شيء له صلة بالمدنيين على المدى القصير قد يكون محل النظر".